للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ} [محمد: ٤ - ٥]، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: ٦٩]، وكلٌّ منهم قاتل في سبيل اللَّه وجاهد إما بيده أو بلسانه (١)، فيكون اللَّه قد هداهم، وكلٌّ من هداه فهو مهتد (٢) فيجب اتباعه بالآية (٣).

[[آيات توجب اتباع الصحابة]]

الوجه الثالث: قول تعالى: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} [لقمان: ١٥]، وكلٌّ من الصحابة منيبٌ إلى اللَّه فيجب اتباع سبيله، وأقوالُه واعتقاداته من أكبر سبيله، والدليل على أنهم مُنيبون إلى اللَّه تعالى أن اللَّه تعالى قد هداهم و [قد] (٤) قال: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} [الشورى: ١٣].

[[هم على بصيرة]]

الوجه الرابع: قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: ١٠٨] فأخبر تعالى أن من اتّبع الرسول يدعو إلى اللَّه، ومن دعا إلى اللَّه على بصيرة وجب اتباعه، لقوله تعالى فيما حكاه عن الجن ورضيه: {يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ [وَآمِنُوا بِهِ] (٤)} [الأحقاف: ٣١]؛ ولأن من دعا إلى اللَّه على بصيرة فقد دعا إلى الحق عالمًا به، والدعاءُ إلى أحكام اللَّه دعاءٌ إلى اللَّه؛ لأنه دعاء إلى طاعته فيما أمر ونهى، وإذن فالصحابة (٥) رضوان اللَّه عليهم قد اتبعوا الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- فيجب اتباعهم (٦) إذا دعوا إلى اللَّه (٧).


(١) قال (د): "في نسخة: "وإما بلسانه"".
(٢) قال (د): "في نسخة: فهو المهتدي".
(٣) أساس تقرير هذه الاستدلالات أن الصحابة خير الناس في كل فضيلة، فهم أتم المهتدين هداية، وأكمل المنيبين إنابة، وهم أولى وأول من يجب اتباعهم من المهتدين والمنيبين، وهم الذين يتعين اتباعهم إذا اختلف أهل الهداية والإنابة (س).
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٥) في (ق) و (ك): "والصحابة".
(٦) في (ق): "قد اتبعوا الرسول فتجب إجابتهم"، وقال (د): "في نسخة: "فيجب إجابتهم"، وهي كذلك في (ك).
(٧) في الآية دلالة على وجوه ثلاثة:
الأول: أنَّ من اتبع الرسول فقد دعى إلى اللَّه على بصيرة، والصحابة أتم الناس اتباعًا فهم أولى الناس بالاتباع.
الثاني: أن من دعى إلى اللَّه وجب اتباعه، والصحابة أتم الناس دعوة إلى اللَّه، فوجب تقديم اتباعهم.
الثالث: أن من دعى إلى اللَّه على بصيرة وجب اتباعه، والصحابة أكمل المسلمين =

<<  <  ج: ص:  >  >>