للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلوغ المحل فربما دعاه ذلك إلى أن يُقصِّر في عَلَفها وحِفْظِها لحصول (١) غرضه من (٢) عَطَبِها [دون المحل كحصوله بعد بلوغ المحل من أكله هو ورفقته وإهدائهم إلى أصحابهم، فإذا أيِسَ من حصول غرضه في عَطبها] (٣) كان ذلك أدعى إلى حفظها حتى تبلغ محلها وأَحْسَمَ لمادة هذا الفساد، وهذا من ألطف أنواع سد الذرائع.

الوجه الثاني والأربعون (٤): أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أمَرَ الملتقط أن يُشْهِدَ على اللُّقطَةِ (٥)، وقد علم أنه أمين، وما ذاك إلا سدًا لذريعة الطمع والكتمان، فإذا بادر وأشهد كان أحْسَمَ لمادة الطمع والكتمان، وهذا أيضًا من ألطف أنواعها (٦).

[في حسم مادة الشريك] (٧)

الوجه الثالث والأربعون: أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا تَقُولُوا ما شاء اللَّه وشاء


= والحميدي (٨٨٠)، وابن خزيمة (٢٥٧٧)، والحاكم (١/ ٤٤٧)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٤/ رقم ٢٣٠٨)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (٣/ ١٦١ - ط دار الغرباء)، والبيهقي (٥/ ٢٤٣) من حديث ناجية بن كعب الخزاعي، وكان صاحب بُدْن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: قلت: يا رسول اللَّه، كيف أصنع بما عطب من البُدنِ؟ قال: "انحرها، ثم ألق نعلها في دَمِها، ثم خلِّ بينها وبين الناس، فليأكلوها".
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وانظر: "إغاثة اللهفان" (١/ ٣٦٨).
(١) في (ك): "لحصولها".
(٢) في (ك) و (ق): "في".
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(٤) جاء هذا الوجه في (ق) و (ن) مكان الوجه الرابع والثمانين.
(٥) رواه أبو داود (١٧٠٩) في (اللقطة): أوله، وابن ماجه (٢٥٠٥) في (الأحكام): باب اللقطة، وأحمد (٤/ ١٦٢)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (٦/ ٤٥٦)، والطيالسي (رقم ١٠٨١)، والنسائي في "الكبرى" (رقم ٥٨٠٨/ ١)، (اللقطة): باب الإشهاد على اللقطة وابن الجارود في "المنتقى" (رقم ٦٧١)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٤/ ١٣٦)، و"شرح مشكل الآثار" (رقم ٤٩١٦)، والطبراني في "الكبير" (١٧/ ٩٨٥ و ٩٨٦ و ٩٨٨ و ٩٨٩)، وابن حبان في "صحيحه" (رقم ٤٨٩٤ - الإحسان)، والبيهقي (٦/ ١٨٧، ١٩٣) من طريق أبي العلاء يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير عن مطرف عن عياض بن حمار عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من وجد ضالة فليُشهد ذَوي عَدل ولا يكتم، فإن لم يجد صاحبه فهو مال اللَّه يؤتيه من يشاء". وهذا إسناد صحيح، ورواه الطبراني (١٧/ ٩٩٠) من طريق أيوب فأسقط مطرفًا من إسناده.
(٦) جاء في (ق) و (ن) هذا الوجه مكان الوجه الخامس والثمانين.
(٧) ما بين المعقوفتين من هامش (ك)

<<  <  ج: ص:  >  >>