للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال له عقبة بن عامر: أقرأ سورة هود وسورة يوسف؟ فقال: "لن تقرأ شيئًا أبلغ عند اللَّه من {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} " (١)، ذكره النسائي.

[[فتاوى في بيان فضل الأعمال]]

وفي الترمذي عنه أنه سئل -صلى اللَّه عليه وسلم-: أي الأعمال أحبُّ إلى اللَّه؟ قال: "الحال المرتحل" (٢)، وفهم بعضهم من هذا أنه كلما (٣) فرغ من ختم القرآن قرأ فاتحة


(١) رواه أحمد (٤/ ١٤٩ و ١٥٥ و ١٥٩)، والنسائي (٢/ ١٥٨) في (الافتتاح): باب الفضل في قراءة المعوذتين، و (٨/ ٢٥٤) في (الاستعاذة)، والدارمي (٢/ ٤٦١ و ٤٦٢)، وابن حبان (٧٩٥ و ١٨٤٢)، والطبراني (١٧/ ٨٦٠ و ٨٦٢ و ٨٦٢)، والحاكم (٢/ ٥٤٠) من طريق يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران عن عقبة بن عامر به.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
ولفظ الحديث عندهم: قال له عقبة بن عامر: اقرأ من سورة هود ومن سورة يوسف.
وهو عندهم جميعًا باستثناء النسائي (٢/ ١٥٨) أمره بقراءة سورة "الفلق" فقط.
وحديث عقبة بن عامر أصله في "صحيح مسلم" (٨١٤) في فضل المعوذتين، وله طرق كثيرة ذكرها ابن كثير -رحمه اللَّه- في "تفسيره" ثم قال: فهذه طرق عن عقبة كالمتواترة عنه، تفيد القطع عند كثير من المحققين في الحديث.
(٢) رواه الترمذي (٢٩٥٣) في (القراءات): باب رقم (١١)، والطبراني في "الكبير" (١٢٧٨٣)، والحاكم (١/ ٥٦٨)، وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ٢٦٠)، والمزي في "تهذيب الكمال" (٣٠/ ٣٨٥) من طرق عن صالح المريّ عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس به.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بالقوي.
ثم رواه من طريق آخر عن صالح المري عن قتادة عن زرارة مرسلًا، ورجح هذا المرسل.
وهذا المرسل رواه أيضًا الدارمي (٢/ ٤٦٩).
والحديث موصولًا ومرسلًا مداره على صالح المري، قال الذهبي، معقبًا على الحاكم: صالح متروك.
ثم ذكر له الحاكم شاهدًا من حديث أبي هريرة بلفظ حديث الباب من طريق مقدام بن داود بن تليد عن خالد بن نزار عن الليث بن سعد عن مالك عن ابن شهاب، عن الأعرج عنه، وسكت عليه.
قال الذهبي: لم يتكلم عليه الحاكم وهو موضوع على سند الصحيحين، ومقدام متكلم فيه والآفة منه. والحديث في "ضعيف سنن الترمذي" (٥٦٨)، وانظر -لزامًا- "إتحاف المهرة" (٧/ ٦٤ - ٦٥).
(٣) في سائر الأصول: "إذا" والمثبت من (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>