للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدعوة إلى اللَّه سبحانه [وعليهم] (١) مصلحة الإجابة.

فهذه مجامع أنواع حيل الشيطان، ولا يُحصي أفرادها إلا اللَّه، ومن له مسكة من العقل يعرف الحيلة التي تمت عليه [من هذه الحيل، فإن كانت له همة إلى التخلص منها، وإلا فيسأل (٢) من تمت عليه] (٣)، واللَّه المستعان.

[[من حيل شياطين الإنس]]

وهذه الحيل من شياطين الجن نظيرُ حيل شياطين الإنس المجادِلين بالباطل ليدحضوا به الحق ويتوصلوا به إلى أغراضهم الفاسدة في الأمور الدينية والدنيوية وذلك كحيل القَرَامطة الباطنية على إفساد الشرائع، وحيل الرُّهْبَان على أشباه الحمير من عابدي الصليب (٤) بما يموّهون به عليهم من المخاريق والحيل كالنور المصنوع وغيره مما هو معروف عند الناس، وكحيل أرباب الإشارات من اللاذن والتيسير والتغبير (٥) وإمساك الحيَّات ودخول النار في الدنيا قبل الآخرة، وأمثال ذلك من حيل أشباه النصارى التي تروجُ على أشباه الأنعام، وكحيل أرباب الدك وخفة اليد التي تخفى على الناظرين أسبابها ولا يتفطَّنون لها (٦).

[[السحر وحيل السحرة]]

وكحيل السَّحرة على اختلاف أنواع السحر؛ فإن سحر البيان هو من أنواع التحيل: إما لكونه بلغ في اللطف والحسن (٧) إلى حد استمالة القلوب فأشبه السحر من هذا الوجه، وإما لكَوْن القادر على البيان يكون قادرًا على تحسين


(١) سقط من (ق).
(٢) في (ك): "فبسبيل".
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٤) في المطبوع: "عابد الصليب".
(٥) في المطبوع: "من الأذن والتسيير والتغيير"، وقال (د) و (ط)، في نسخة: "من اللاذن والتعسير والتيسير -إلخ" [وكلا العبارتبن غير مستقيم، (انظر: "إعلام الموقعين" ط: فرج اللَّه زكي الكردي ج ٣ ص ٢٥٠) اهـ.
وما بين المعقوفتين زيادة (د) على (ط) وما بين القوسين زيادة (ط) على (د).
وفي (ق): "من اللاذن ومن الستر والتغبير".
(٦) في (ق): "يفطنون"، وكشف هذه الحيل جمع، ومن أحسنهم عبد الرحيم بن عمر الجُوَبري (المتوفى في القرن السابع الهجري) في كتابه: "المختار في كشف الأسرار وهتك الأستار" وهو مطبوع، ولنبيل البرباري من المعاصرين: "كشف حيل الألعاب السحرية".
(٧) في (ن) و (ق): "اللفظ والحسن".

<<  <  ج: ص:  >  >>