للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[رد النصوص في مدح الصحابة، ورد الخوارج النصوص في موالاة المؤمنين]]

المثال الثالث عشر: ردَّ الرافضة النصوص الصحيحة الصريحة المحكمة المعلومة عند خاص الأمة وعامتها بالضرورة في مدح الصحابة -رضي اللَّه عنهم- والثناء عليهم ورضاء اللَّه عنهم ومغفرته لهم وتجاوزه عن سيئاتهم ووجوب محبة الأمة واتباعهم لهم واستغفارهم لهم واقتدائهم بهم بالمتشابه من قوله: "لا ترجعوا بعدي كفارًا يضربُ بعضُكم رقابَ بعض" (١) ونحوه.

كما ردوا المحكم الصريح من أفعالهم وإيمانهم وطاعتهم بالمتشابه من أفعالهم، كفعل إخوانهم من الخوارج حين ردّوا النصوص الصحيحة المحكمة في موالاة المؤمنين ومحبتهم وإن ارتكبوا بعضَ الذُّنوب التي تقع مكفَّرة بالتوبة النصوح، والاستغفار، والحسنات الماحية، والمصائب المُكفِّرة، ودعاء المسلمين لهم في حياتهم وبعد موتهم، وبالامتحان في البَرْزخ وفي موقف القيامة، وبشفاعة من يأذن اللَّه [له بالشفاعة] (٢)، وبصدق التوحيد، وبرحمة أرحم الراحمين؛ فهذه عشرة أسباب (٣) تمحقُ (٤) أَثَر الذنوب، فإن عَجِزت هذه الأسباب عنها فلا بد من دخول النار، ثم يخرجون منها؛ فتركوا ذلك كله بالمتشابه من نصوص الوعيد، ورد المحكم من (٥) أفعالهم وإيمانهم وطاعتهم بالمتشابه من أفعالهم التي (٦) يحتمل أن يكونوا قصدوا بها طاعة اللَّه فاجتهدوا فأدَّاهم اجتهادهم إلى ذلك فحصلوا فيه على الأجر المفرد، وكان حظ أعدائهم منه تكفيرهم واستحلال دمائهم وأموالهم،


(١) رواه البخاري (٤٤٠٣) في (المغازي): باب حجة الوداع، و (٦١٦٦) في (الأدب): باب قول الرجل: ويلك، و (٦٧٨٥) في (الحدود): باب ظهر المؤمن حمى، و (٦٨٦٨) في (الديات): باب قول اللَّه تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا. . .} و (٧٠٧٧) في (الفتن): باب "لا ترجعوا بعدي كفارًا"، ومسلم (٦٦) في "الإيمان": باب معنى قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا ترجعوا بعدي كفارًا"، من حديث ابن عمر.
وفي الباب عن جماعة من الصحابة.
(٢) في (ق) و (ك): "في الشفاعة له".
(٣) ذكرها مفصّلةَ مدللّةً شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية" (٦/ ٢٠٥ - ٢٣٩) و"مجموع الفناوى" (٧/ ٤٨٧ - ٥٠١) وأجملها في "مجموع الفتاوى" (٤/ ٤٣٢).
(٤) في (ق) و (ك): "تمحوا".
(٥) في (ق)، و (ن) و (ك): "إلى"، وقال في هامش (ق): "لعله: وردوا المحكم من أفعالهم".
(٦) في (ق) و (ك): "الذي".

<<  <  ج: ص:  >  >>