كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

[أمثلة لمن أبطل السنن بظاهر من القرآن] - [جواز إفراد ركعة الوتر] - ج: 4 - ص: 220

[[جواز إفراد ركعة الوتر]]

المثال الثالث والخمسون: رد السنة الثابتة الصحيحة الصريحة المحكمة في الوتر بواحدة مفصولة، كما في "الصحيحين" عن ابن عمر أنه سئل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن صلاة الليل فقال: "مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلَّى ركعة واحدة توتر له ما قد صلّى" (١)، وفي "الصحيحين" أيضًا من حديث عائشة: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصلّي فيما بين أن يفرُغَ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلِّم من كل ركعتين، ويوتر بواحدة" (٢)، وفي "صحيح مسلم" عن أبي مِجْلَز قال: سألت ابن عباس عن الوتر، فقال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "ركعة من آخر الليل" (٣)، وقد قال النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم" (٤)، فإذا صلَّى القاعد ركعتين وجب بهذا النص أن تعدل صلاة القائم ركعة، فلو لم تصح لكانت صلاة القاعد أتمّ من صلاة القائم، والاعتماد على الأحاديث المتقدمة، وصح الوتر بواحدة مفصولة عن عثمان بن عفان (٥)، وسعد بن أبي وقاص (٦)،

---

(١) رواه البخاري (٤٧٢ و ٤٧٣) في (الصلاة): باب الحلق والجلوس في المسجد، و (٩٩٥ و ٩٩٣) في (الوتر): باب ما جاء في الوتر، و (٩٩٥) باب ساعات الوتر، و (١١٣٧) في (التهجد): باب كيف كانت صلاة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومسلم (٧٤٩) في (صلاة المسافرين): باب صلاة الليل مثنى مثنى.
(٢) رواه البخاري في "الصحيح" (كتاب التهجد): باب طول السجود في قيام الليل (٢/ ٦١ - ٦٢/ ٤٧٤)، ومسلم في "الصحيح" (كتاب صلاة المسافرين): باب صلاة الليل، وعدد ركعات النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في الليل، (١/ ٥٠٨/ ٧٣٦) من حديث عائشة.
(٣) رواه مسلم في "الصحيح" (كتاب صلاة المسافرين): باب صلاة الليل مثنى مثنى (١/ ٥٧١/ ٧٥٣) عن ابن عباس.
(٤) رواه البخاري (١١١٥) في (تقصير الصلاة): باب صلاة القاعد، و (١١١٦) باب صلاة القاعد بالإيماء، من حديث عمران بن حصين.
ورواه مسلم (٧٣٥) في صلاة المسافرين: باب جواز النافلة قائمًا وقاعدًا، من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.
(٥) رواه عبد الرزاق (٤٦٥٣ و ٤٦٥٤) من طريق يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عنه، قال الحافظ في "الفتح" (٢/ ٤٨٢): "إسناده صحيح"، وله طريق آخر عن عثمان في "سنن البيهقي، (٣/ ٢٥)، و"الخلافيات" له (١/ ق ١٧١/ أ)، وقد خرجته في تعليقي على "الموافقات" (٢/ ٢٤٢).
(٦) رواه البخاري (٦٣٥٦) في (الدعوات): باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم من حديث عبد اللَّه بن ثعلبة بن صُعير. =