ونقل ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (١/ ٣١٥): أن أبا الخطاب -وهو الكلوذاني (ت ٥١٠) - قال في "الانتصار" (١/ ٥٥٠) لما احتجّ عليه بهذا الحديث: "قلنا: هذا الخبر ذكر هبة اللَّه الطبري -وهو اللالكائي- أنه يرويه ثابت بن حماد، وأن أهل النقل اجمعوا على ترك حديثه". وقال قبل ذلك: "وذكر شيخنا العلامة أبو العباس أن هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة بالحديث". قلت: قال أبو العباس ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (٢١/ ٥٩٤): "أما حديث عمار بن ياسر فلا أصل له"!! قلت: وعلي بن زيد غير محتج به -كما قال البيهقي-؛ فقد قال ابن معين في "تاريخه" (رقم ٤٦٩٩ - رواية الدوري): "ليس بحجة". وقال علي بن المديني في "سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة" (رقم ٢١): "هو ضعيف عندنا". وترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/ ٢/ ٢٧٥)، و"التاريخ الصغير" (١/ ٣١٨)، وقال أبو حاتم: "ليس بقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال أبو زرعة: "ليس بقوي"، كذا في "الجرح والتعديل" (٣/ ١/ ١٨٦) وفيه أيضًا تضعيفه عن أحمد، وأنه قال فيه: "ليس هو بالقوي"، وكان ابن عيينة يضعفه، وكان يحيى القطان يتقي الحديث عنه، وقال ابن خزيمة: "لا أحتجّ به لسوء حفظه"، وقال الجوزجاني في "أحوال الرجال" (رقم ١٨٥): "واهي الحديث، ضعيف، وفيه ميل عن القصد، لا يحتجّ بحديثه"، وقال ابن حبان في "المجروحين" (٣/ ١٠٣): "كان يهم في الأخبار، ويخطئ في الآثار، حتى كثر ذلك في أخباره، وتبين فيها المناكير التي يرويها عن المشاهير، فاستحق ترك الاحتجاج به". وقال الزيلعي في "نصب الراية" (١/ ٢١١) كأنه متعقب البيهقي!!: "وعلي بن زيد روى له مسلم مقرونًا بغيره، وقال العجلي: لا بأس به، وفي موضع آخر قال: يكتب حديثه، وروى له الحاكم في "المستدرك"، وقال الترمذي: صدوق"، ولخّص الحافظ حاله في "التقريب"، فقال: "ضعيف". (١) في (ق) و (ك) و (د) و (ح) و (ط): "عن"! وهو خطأ؛ لأن ثابتًا يروي عن علي بن زيد، وليس شيخًا له؛ كما مرّ معك في تخريج الحديث. (٢) ما بين المعقوفتين سقط من (ك). (٣) في مطبوع "الكامل": "ومقلوبات"، ومضت عبارة ابن عدي ضمن تخريج الحديث.