للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عنها] (١) لكانت عفوًا، ومنه قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- وقد سُئل عن الحج-: "أفي كُلِّ عام؟ فقال: لو قُلتُ نعم لوجبت، ذَرُوني ما تركتكم، فإنما هَلَكَ مَنْ كان قبلكم بكثرة مَسَائِلِهم (٢) واخِتلافِهِم على أَنْبِيائِهم" (٣)؛ ويدل على هذا التأويل حديثُ أبي ثعلبة [المذكور] (٤) "إن أعظم المسلمين في المسلمين جُرْمًا [من سَئل عن شيء لم يُحرّم، فحُرِّم من أجل مسألته" (٥) ومنه الحديث الآخر: "إن اللَّه فَرَضَ فرائض فلا تضيِّعوها، وحد حدودًا فلا تَعْتَدُوها، وحَرَّم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً لكم [من] (٦) غير نِسْيَانٍ فلا تبحثوا عنها" (٧) وفُسِّرت بسؤالهم عن أشياء من الأحكام القدرية؛ كقول عبد اللَّه بن حُذَافة: "مَنْ أبي يا رسول اللَّه؟ " (٨)، وقول آخر: "أيْنَ أبي (٩) يا رسول اللَّه؟ " قال: "في النار" (١٠).

[[توضيح معنى آية النهي عن السؤال]]

والتحقيق أن الآية تعم النهيَ عن النوعين، وعلى هذا فقوله تعالى: {إِنْ تُبْدَ


(١) ما بين المعقوفتين من (ق).
(٢) في (ن): "فإنما أهلك الذين قبلكم كثرة مسائلهم".
(٣) أخرجه البخاري في "الصحيح" (كتاب العمرة): باب عمرة التنعيم، (٣/ ٦٠٦/ رقم ١٧٨٥)، ومسلم في "صحيحه" (كتاب الحج): باب بيان الإحرام، وأنه يجوز إفراد الحج والتمتع والقران (٢/ ٨٨٣ - ٨٨٤/ رقم ١٢١٦)، من حديث جابر بن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه-.
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (ن).
(٥) سيأتي تخريجه.
وبدل ما بين المعقوفتين في المطبوع و (ك): "الحديث"، اختصارًا له.
(٦) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٧) سيأتي تخريجه.
(٨) رواه البخاري (٩٣) في (العلم) باب من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث، و (٥٤٠) في (مواقيت الصلاة): باب وقت الظهر عند الزوال، و (٦٣٦٢) في (الدعوات): باب التعوذ من الفتن، و (٧٠٨٩) في (الفتن): باب التعوذ من الفتن، و (٧٢٩٤) في (الاعتصام): باب ما يكره من كثرة السؤال، ومسلم (٢٣٥٩) في (الفضائل) باب توقيره -صلى اللَّه عليه وسلم- وترك إكثار سؤاله، من حديث أنس بن مالك.
(٩) في (ق): "أنا" بدل "أبي"، وأشار في الهامش إلى أن في نسخة ما أثبتناه.
(١٠) أخرجه مسلم، (كتاب الإيمان): باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النار (١/ ١٩١، رقم ٢٠٣)، وأبو داود (كتاب السنة): باب في ذراري المشركين (٤/ ١٩١)، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" (١/ ٢٣٢ - ٢٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>