للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَطْرة من بَحْرٍ بحسب أذهاننا الواقفة، وقلوبنا المخبطة (١)، وعلومنا القاصرة، وأعمالنا التي توجبُ التوبةَ والاستغفار، وإلا فلو طَهُرَتْ منا القلوب، وصفت الأذهانُ، وزكَتِ النفوسُ، وخَلُصت الأعمالُ، وتجرَّدت الهِمَم للتَلقِّي عن اللَّه ورسوله؛ لشَاهَدْنَا من معاني كلام اللَّه وأسراره وحِكَمه ما تضمحِلُّ عنده العلوم، وتتلاشى عنده معارفُ الحق، وبهذا تعرف (٢) قدرَ علوم الصحابة ومعارفهم [رضي اللَّه عنهم] (٣)، وأنَّ التفاوت الذي بين علومهم وعلوم مَنْ بعدهم كالتفاوت الذي بينهم في الفضل، واللَّه أعلم حيث يجعل مواقعَ فضله، ومَنْ يختصُّ برحمته.

[فصل [مثل الكافر: مثل الكلمة الخبيثة]]

ثم ذكر [سبحانه] (٣) مثل الكلمة الخبيثة (٤) فشبَّهها بالشَّجرة الخبيثة التي اجْتُثَّتْ من فوق الأرض [ما لها من قرار] (٣)، فلا عِرْقٌ ثابت، ولا فَرعْ عالٍ، ولا ثمرة زاكية، ولا ظل، ولا جَنًى، ولا ساقٌ قائم، ولا عرق في الأرض ثابت، فلا أسفلها مُغْدِق، ولا أعلاها مُوْنِق، ولا جَنَى لها، ولا تعلوا بل تُعْلى.

واذا تأمل اللبيبُ [أكثر] (٥) كلام هذا الخلق في خطابهم وكُتبهم (٦) وجَدَه كذلك؛ فالخسران [كل الخسران] (٧) الوقوفُ معه والاشتغال به عن أفضل الكلام وأنفعه.

قال الضحاك: ضرب اللَّه مثلًا للكافر بشجرة اجْتُثَّتْ من فوق الأرض ما لها من قرار، يقول: ليس لها أصل ولا فرع، وليس لها ثمرة، ولا فيها منفعة (٨)، كذلك الكافر ليس يعمل (٩) خيرًا ولا يقوله، ولا يجعل اللَّه فيه بركة ولا منفعة (١٠).


(١) كذا في (ق)، وفي سائر النسخ: "المخطئة".
(٢) في (ق): "يعرف".
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٤) {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (٢٦)} [إبراهيم: ٢٦] (و).
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ن).
(٦) في (ن) والمطبوع: "وكسبهم".
(٧) ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع.
(٨) في (ن): "وليس لها ثمرة طيبة فيها منفعة".
(٩) في المطبوع: "لا يعمل".
(١٠) أخرجه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٢١٣)، وقال في أوله: "حُدِّثتُ. . . ".

<<  <  ج: ص:  >  >>