للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: "مثل الذين يَغْزُونَ من أُمَّتي وَيَتَعَجَّلُونَ أجورَهم، كمثل أم موسى تُرَضعُ وَلَدَهَا وتأخُذ أجْرَها" (١).

[فصل [فائدة ضرب الأمثال]]

قالوا: فهذه وأمثالها من الأمثال التي ضرَبها رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لتقريب المراد، وتفهيم (٢) المعنى، وإيصاله إلى ذهن السامع، وإحضاره (٣) في نفسه صورة (٤) المثال الذي مَثَّل به، فإنه [قد] (٥) يكون أقربَ إلى تَعقُّله وفهمه وضبطه واستحضاره له باستحضار نظيره؛ فإنَّ النفسَ تأنس بالنظائر والأشباه الأُنسَ التام، وتنفِرُ من الغُرْبة والوَحْدَة وعدم النظير؛ ففي الأمثال من تأنيس النفس وسرعة قبولها وانقيادها لما ضرب لها مثله من الحق أمرٌ لا يجحده أحد، ولا ينكره (٦)، وكلما ظهرتْ لها الأمثال ازْدَادَ المعنى ظهورًا، ووضوحًا، فالأمثالُ شواهدُ المعنى المراد، ومزكية له، فهي: {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} [الفتح: ٢٩]، وهي خاصة العقل ولبّه وثمرته.

[فرق بين الأمثال المضروبة من اللَّه ورسوله وبين القياس]

ولكن أين [في] (٧) الأمثال التي ضربها اللَّه ورسوله على هذا الوجه، فهمنا


= ومسلم في "الصحيح" (كتاب الزكاة): باب مثل المنفق والبخيل (١٠٢١)، من حديث أبي هريرة. وانظر: "جزء سعدان" (رقم (١٤٣).
ووقع في (ك): "وفي الصحيحين".
(١) رواه سعيد بن منصور في "سننه" (٢٣٦١)، وابن أبي شيبة (٥/ ٣٤٧)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٨/ ٣٨٢)، وأبو داود في "المراسيل" (٣٣٣)، ومن طريقه البيهقي في "سننه" (٩/ ٢٧) من طريق إسماعيل بن عياش عن معدان بن حُدير الحضرمي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- به، وهذا مرسل، ومعدان بن حُدير لم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
(٢) في (ق): "وتعميم". وقال في الهامش: "لعله: وتفهيم".
(٣) في (ق) و (ك): "واحتضاره".
(٤) في (د): "بصورة".
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٦) في (ق): "أمر لا نجحده ولا ننكره"، وسقطت "أحد" من (ك).
(٧) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).

<<  <  ج: ص:  >  >>