للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طائلًا يا رسول اللَّه، ثم يقول [للأخ الآخر] (١): أترى ما قد نزل بي؟ فما لي لديك؟ وما لي عندك؟ فيقول: ليس عندي [غناء] (٢) إِلا وأنتَ في الأحياء، فإذا مُتَّ ذُهِبَ بك مذهبٌ، وذُهِبَ بي مذهب، هذا أخوه الذي هو ماله، كيف ترونه؟ قالوا: لا (٣) نسمع طائلًا يا رسول اللَّه، ثم يقول لأخيه الآخر: أترى ما قد نزل بي، وما ردَّ عليَّ أهلي ومالي؟ فمالي عندك؟ وما [لي] (٤) لديك؟ فيقول: أنا صاحبُكَ في لَحْدك، وأنيسُكَ في وَحْشَتِكَ، وأقعدُ يوم الوزن في ميزانك [فأثقِّل ميزانك] (٤)، هذا أخوه الذي هو عَمَلُه، فكيف ترونه؟ قالوا: خيرُ أخٍ، وخيرُ صاحبٍ يا رسولَ اللَّه، قال: فإنَّ الأمر هكذا" (٥).

وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَثَلُ الجليس الصالح مثلُ صاحب المسك (٦)، إما أن يُحْذِيْكَ، وإما أن يَبيعك، وإما أن تَجِدَ (٧) منه ريحًا طيبة، ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكِير، إنْ لم يُصبك مِنْ شَرَره أصابكَ من ريحه" (٨). وفي "الصحيح" عنه (٩) أنه قال: "مَثَلُ الْمُنْفِقِ والبخيل، مثل رجلين عليهما جُبَّتَان -أو جُنَّتان (١٠) - من حديد من لَدُن ثديهما إلى تَرَاقيهما، فإذا أراد الْمُنْفِقُ أن ينفقَ سبغت عليه حتى يجر (١١) بنانه ويعفو أثره، وإذا أراد البخيل أن ينفق قلصت، ولَزمتْ كلُّ حلقة موضعها فهو يوسعها فلا تتسع" (١٢).


(١) بدل ما بين المعقوفتين في (ك): "للآخر".
(٢) في (ق) و (ك): "حيا".
(٣) في (ق): "ما".
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٥) هذا السياق رواه الرامهرمزي من حديث عائشة (ص ١٧٣) رقم (٧٦) وليس من حديث أُبيّ، كما قال المصنف، وسبب هذا الوهم: أن المصنف أورد حديث أبيّ، ثم سند عائشة لهذا الحديث. ثم طريقًا آخر لحديثها، فيه: ". . . عمرو بن عثمان ثنا أبي" فلم ينتبه المصنف لطريق عائشة الذي يلتقي مع هذا في والد عمرو، وهو عثمان بن كثير الحمصي، فظن أن قول عمروة ثنا أبي، إنما هو (أُبيّ) وقد يكون سقط من نسخته طريق حديث عائشة الأول، فتأمَّل وفيه عبد اللَّه بن عبد العزيز الليثي، ذكره العقيلي في "ضعفائه" (٢/ ٢٧٧) وذكر حديثه هذا، وقال "ليس لما روى أصل".
(٦) في (ق) و (ك): "مثل حامل المسك".
(٧) في (ق): "تأخذ".
(٨) رواه البخاري (٢١٠١) في (البيوع): باب في العطار وبيع المسك، و (٥٥٣٤) في (الذبائح): باب المسك، ومسلم (٢٦٢٨) في (البر والصلة): باب استحباب مجالسة الصالحين من حديث أبي موسى الأشعري. ووقع في (ق): "أصابك من رائحه شرره".
(٩) في (ق): "عنه -صلى اللَّه عليه وسلم-".
(١٠) في (ق): "جنتان أو جبتان".
(١١) في (ق): "حتى يحفر" وفي (ك): "يخفي".
(١٢) أخرجه البخاري في "الصحيح" (كتاب الزكاة): باب مثل المنفق والبخيل (١٤٤٣)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>