وذكره شيخنا الألباني في "صحيح الترغيب" محسنًا له. أقول: أبو علي هذا لم يرو عنه إلا عبد الملك فقط، فهو في عداد المجاهيل. وله شاهد من لفظه، رواه أبو يعلى (٥٨ و ٥٩ و ٦٠ و ٦١) من طرق عن ليث بن أبي سليم، عن أبي محمد ثم اختلف: ففي (٥٨) قال: عن حذيفة عن أبي بكر -إما حضر ذلك حذيفة من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وإما أخبره أبو بكر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. وفي (٥٩) قال: عن معقل بن يسار عن أبي بكر، وفي (٦٠ و ٦١) قال: عن معقل بن يسار قال: شهدت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مع أبي بكر أو قال: حدثني أبو بكر. قال الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٢٤٤): رواه أبو يعلى من رواية ليث بن أبي سليم عن أبي محمد. . . وليث مدلس، وأبو محمد إن كان هو الذي روى عن ابن مسعود أو الذي روى عن عثمان بن عفان، فقد وثقه ابن حبان وإن كان غيرهما فلم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. أقول: ليث مدلس، وضعيف كذلك، وأصح الطرق عن ليث رفعه دون واسطة، كما عند أبي محمد الضراب في "ذم الرياء" (رقم ١٨)، وله شواهد عديدة، انظرها في التعليق على "زهد وكيع" (٢/ ٥٧٧ - ٥٧٩). (٢) رواه أحمد في "مسنده" (٥/ ٤٢٨) من طريق يونس، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن محمود بن لبيد، فذكره. وهذا إسناد رواته ثقات، لكن محمود بن لبيد منهم من أثبت له الصحبة، ومنهم من نفى ذلك، وقد ذكره الحافظ في "الإصابة" في القسم الأول، وذكر قول البخاري فيه: له صحبة، وساق البخاري حديثًا، فرد الحافظ بأن الأمر يحتمل. . . =