للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ماذا أعطى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من أسهم للزبير]

ومن ذلك أنك تذكر أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يُعْطِ الزبيرَ بن العوام إلا لفرَس واحد، والناس كلهم يحدِّثون أنه أعطاه أربعةَ أسْهُمٍ بفرسين (١) ومنعه الفَرَسَ الثالثَ (٢)، والأمةُ كلُّهم على هذا الحديث: أهلُ الشام، وأهلُ مصر، وأهلُ العراق، وأهلُ إفريقية، لا يختلف فيه اثنان؛ فلم يكن ينبغي لك -وإنْ كنتَ سمعتَه من رجلٍ مرضي- أن تخالف الأمة أجمعين.

وقد تركتُ أشياءَ كثيرة من أشباه هذا.

[[إجلال الليث لمالك وختام رسالته]]

وأنا أحبُّ توفيق اللَّه إيَّاكَ وطُولَ بقائِك؛ لما أرجو للناس في ذلك من المنفعة، وما أخاف من الضَّيْعَة إذا ذهب مِثْلُك مع استئناسِي بمكانك، وإن نأتْ الدَّارُ.

فهذه منزلتُك عندي، ورأيي فيك فاستَيْقِنْهُ، ولا تَتْرُك الكتابَ إليَّ بخبرك، وحالك، وحالِ وَلَدِك وأهلك، وحاجةٍ إنْ كانت لك أو لأحدٍ يُوصَلُ بك، فإنِّي أُسَرُّ بذلك، كتبتُ إليك ونحن صَالحون مُعَافَوْنَ والحمد للَّه، نسأل اللَّه أن يرزقنا وإياكم شكر ما أولانا (٣) وتمام ما أنعم به علينا، والسلام عليك ورحمة اللَّه (٤).


(١) في الأصول: "لفرسين".
(٢) ذكر هذا البيهقي في "سننه الكبرى" (٦/ ٣٢٨ - ٣٢٩) عن الشافعي قال: وقد ذكر عبد الوهاب الخفاف عن العمري عن أخيه أن الزبير وافى بأفراس يوم خبير، فلم يسهم إلا لفرس واحد.
والعمري: هو عبد اللَّه بن عمر، وهو ضعيف، وفيه انقطاع.
وانظر -غير مأمور-: "السير" (١٧٨ - ١٨٥) للفزاري، و"شرح السير الكبير" (٣/ ٩٣٠) للسرخسي، و"الرد على سير الأوزاعي" (١٧ - ١٩) لأبي يوسف، و"الأحكام السلطانية" (٢٤٩ - ٢٥٠) للماوردي و (ص ١٣٥ - ١٣٦) للقاضي أبي يعلى، و"فتح الباري" (٦/ ٦٨)، و"التلخيص الحبير" (٣/ ١٠٦ - ١٠٧ رقم ١٤٠٨)، و"زاد المعاد" (٢/ ١٣٨، ١٤٢).
(٣) في (و): "أولينا".
(٤) انظر نص الرسالة كاملًا في "المعرفة والتاريخ" (١/ ٦٨٧) للفسوي، و"تاريخ ابن معين" (٤/ ٤٨٧ - ٤٩٧)، وأشار إليها القاضي عياض في "ترتيب المدارك" (٣/ ٤٣ - ٤٤)، والحجوي في "الفكر السامي" (١/ ٣٧٦)، وقال بعد أن ساقها: "مُحصَّل الرسالة أن مالكًا أراد جمع الكلمة على عمل أهل المدينة، وحديث أهل الحجاز لقوَّته، لكن الإمام=

<<  <  ج: ص:  >  >>