للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-وهو ضعيف باتفاقهم- على محض القياس؛ فإن [الدم] (١) الذي تراه في اليوم الحادي عشر (٢) مُسَاوٍ في الحدِّ والحقيقة والصفة لدم اليوم العاشر (٣)، وقَدَّم حديثَ: "لا مهر أقلّ من عشرة دراهم" (٤) -وأجمعوا على ضعفه بل بطلانه- على مَحْض القياس، فإن بَذْلَ الصداق مُعَاوضة في مقابل (٥) بذل البُضْع، فما تراضَيَا عليه جاز قليلًا كان أو كثيرًا (٦).

[[تقديم الشافعي الضعيف على القياس]]

وقَدَّم الشافعي خبر تحريم صَيْد وَجٍّ (٧) مع ضعفه على القياس، وقدم خبر


= قال في الحيض: "عشرة أيام، أو خمسة عشر". نقله الزركشي في "شرح مختصر الخرقي" (١/ ٤٠٨)، وقال ابن المنذر في "الأوسط" (٢/ ٢٢٩): إنه قال في رواية الميموني وأيضًا عن أثر أنس وأحاديث الباب: "ليس بشيء، أو قال: ليس يصح" وانظر "مسائل صالح" (رقم ٤٥٨، ٦٦٨)، و"مسائل عبد اللَّه" (رقم ١٦٨، ١٦٩)، و"مسائل أبي داود" (ص ٢٢)، وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٣٢٣): "وقد روي في أقلّ الحيض، وأكثره أحاديث ضعاف، قد بيّنت ضعفها في "الخلافيات". قلت: انظر منه (مسألة رقم ٤٨٠ بتحقيقي) فقد استوفيت الكلام على أحاديث الباب وعللها.
(١) ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع.
(٢) في المطبوع و (ق) و (ك): "الثالث عشر"، وقال في هامش (ق): "لعله: الحادي عشر".
(٣) انظر تضعيف المؤلف -رحمه اللَّه- الحديث في "تهذيب السنن" (٣/ ٢٤٨).
(٤) رواه أبو يعلى (٢٠٩٤)، وابن عدي (٦/ ٢٤١١)، والدارقطني في "سننه" (٣/ ٢٤٤ - ٢٤٥)، والبيهقي (٧/ ١٣٣ و ٢٤٠)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٢٦٣) من طرق مدارها كلها على مُبَشَّر بن عُبيد، ومبشر هذا قال عنه أحمد: "روى عنه بقية وأبو المغيرة أحاديث موضوعة كذب"، وقال مرة أخرى: "ليس بشيء يضع الحديث" وقال الدارقطني: متروك يضع الأحاديث ويكذب. وقال ابن عدي: هذا الحديث مع اختلاف ألفاظه في المتون واختلات إسناده باطل لا يرويه إلا مبشر.
(٥) في (ك) و (ق): "مقابلة".
(٦) انظر: "زاد المعاد" (٤/ ٢٨ - ٢٩)، و"تهذيب السنن" (٣/ ٤٩ - ٥٠).
(٧) هو حديث: "أن صيد وَجِّ وعضاهه حَرَم مُحَرَّم للَّه".
رواه الحميدي، (٦٣) وأحمد (١/ ١٦٥)، وأبو داود (٢٠٣٢)، والعقيلي (٤/ ٩٣)، والبيهقي (٥/ ٢٠٠)، والدارقطني في "علله" إملاء (٤/ ٢٤٠)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ١٤٠) من طريق محمد بن عبد اللَّه بن إنسان، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن أبيه الزبير.
وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبد اللَّه هذا قال البخاري (١/ ١٤٠): لم يُتابع عليه. وذكر أباه، وقال: لم يصح حديثه، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وفي حديثه نظر =

<<  <  ج: ص:  >  >>