للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الإمام أحمد (١) -رضي اللَّه عنه-: هو مضطرب الحديث، وقال يحيى (٢): ليس بشيء، وقال النسائي (٣): ليس بالقوي، وقال الأزدي: ضعيف، وقال ابن حبان (٤): لا يحتجّ به إذا انفرد.

قلت: وقد أنكر عليه هذا الحديث (٥)، وهو موضع الإنكار، فإن أبا هريرة -رضي اللَّه عنه- شهد سجوده -صلى اللَّه عليه وسلم- في المفصل في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)}، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)}، ذكره مسلم في "صحيحه" (٦)، وسجد معه، حتى لو صح خبر أبي قدامة هذا لوجب تقديم خبر أبي هريرة عليه؛ لأنه مثبت فمعه زيادة علم، واللَّه سبحانه أعلم.

[[سجود الشكر]]

المثال التاسع والستون: رد السنة (٧) الثابتة الصحيحة في سجود الشكر (٨)


(١) في "العلل ومعرفة الرجال" (رقم ٤٠٠٤، ٤٠٠٥)، ونقله المزي في "تهذيب الكمال" (٥/ ٢٥٩)، والذهبي في "الميزان" (١/ ٤٣٨).
(٢) كذا في "الميزان" (١/ ٤٣٨).
وقال عباس الدوري في "تاريخه" (٢/ ٩٣) عنه: "ضعيف"، وكذا روى عنه أحمد بن زهير، كما في "المجروحين" (١/ ٢٢٤)، والدقاق أيضًا (رقم ١٧٥).
(٣) في "ضعفائه" (رقم ١١٩) ونقل ابن حجر في "التهذيب" (٢/ ١٤٩ - ١٥٠) أنه قال عنه: "صالح"، ونقل المزي في "تهذيب الكمال" (٥/ ٢٦٠) قوله: "ليس بذاك القوي".
(٤) عبارته في "المجروحين" (١/ ٢٢٤): "كان شيخًا صالحًا ممن كثر وهمه، حتى خرج عن جملة من يحتج بهم إذا انفردوا".
(٥) قال الذهبي في "الميزان" (١/ ٤٣٩) في ترجمته، وأورد له هذا الحديث: "مطر رديء الحفظ، وهذا منكر، فقد صحَّ أن أبا هريرة سجد مع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)} وإسلامه متأخر".
(٦) سبق تخريجه قريبًا.
(٧) في (ك): "السنن".
(٨) قال ابن المنذر في "الأوسط" (٥/ ٢٨٧) بعد أن سرد الأقوال في المسألة: "وبالقول الأول -أي مشروعية سجود الشكر- أقول، لأن ذلك قد روي عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعن أبي بكر وعلي وكعب بن مالك، فليس لكراهية من كره ذلك معنى"، وقال شيخنا الألباني -رحمة اللَّه عليه- في "الإرواء" (٢/ ٢٢٦ - ٢٣٢) بعد أن خرج الأحاديث والآثار الواردة في ذلك: "وبالجملة فلا يشك عاقل في مشروعية سجود الشكر بعد الوقوف على هذه الأحاديث، ولا سيما وقد جرى العمل عليها من السلف الصالح -رضي اللَّه عنهم-".
وانظر مبحث مشروعية سجود الشكر للمؤلف -رحمه اللَّه- في "زاد المعاد" (١/ ٩٥ - ٩٦، و ٣/ ٢٢)، و"تهذيب السنن" (٤/ ٨٥)، و"الخلافيات" (مسألة ١١٦ - بتحقيقي)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>