للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[[من فضل الأئمة]]

* والثاني: معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم، وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم للَّه ورسوله لا يوجب قبول كل ما قالوه، وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها لا يُوجب اطَّراح أقوالهم جملة وتنّقصهم والوقيعة فيهم.

فهذان طرفان جائران عن القصد، وقَصْدُ السبيل بينهما، فلا نُؤثّم ولا نَعْصم، ولا (١) نسلك بهم مسلك الرافضة في عليّ ولا مسلكهم في الشيخين، بل نسلك [بهم] (٢) مسلكهم أنفسهم فيمن قبلهم من الصحابة، فإنهم لا يؤثّمونهم [ولا يعصمونهم] (٣)، ولا يقبلون كل أقوالهم ولا يهدرونها. فكيف ينكرون علينا في الأئمة الأربعة مسلكًا يسلكونه هم في الخلفاء الأربعة وسائر الصحابة؟ ولا منافاة بين هذين الأمرين لمن شرح اللَّه صدره للإسلام، وإنما يتنافيان عند أحد رجلين:

* جاهل بمقدار الأئمة وفضلهم.

* أو جاهل بحقيقة الشريعة التي بعث اللَّه بها رسوله.

ومن له علم بالشرع والواقع؛ يعلم قطعًا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قَدَم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهَفْوَة والزَّلَّة هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده؛ فلا يجوز أن يُتَّبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين (٤).

قال عبد اللَّه بن المبارك: كنتُ بالكوفة فناظروني في النَّبيذ المختلف فيه، فقلت لهم: تعالَوْا فليحتج المحتج منكم عمَّن شاء من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالرخصة، فإن لم نبين الرد عليه عن ذلك الرجل بشدة (٥) صحَّت عنه، فاحتجُّوا. فلما (٦) [جاءوا عن أحد برخصة إلا جئناهم بشدة (٧)، فلما] (٨) لم يبق في يد أحد


(١) في (ق) و (ك): "فلا".
(٢) ما بين المعقوفتين في (ق) فقط.
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(٤) انظر في هذا "الموافقات" (٥/ ١٣٦ - ١٣٧، بتحقيقي).
(٥) كذا في "الموافقات" (٥/ ١٣٧) و (ق) وفي سائر الأصول: "بسند".
(٦) في (ك): "فما".
(٧) كذا في (ق) و (ك) و (ن)، و"الموافقات"، وفي سائر الأصول: "بسند".
(٨) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).

<<  <  ج: ص:  >  >>