كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

[الحيل] - [العينة] - ج: 5 - ص: 79

أن عطاء لم يسمعه من ابن عمر؛ فالإسناد (١) الثاني يبين أن للحديث أصلًا محفوظًا عن ابن عمر؛ فإن عطاء الخراساني ثقة مشهور، وحَيْوَة بن شريح كذلك وأفضل، وأما إسحاق أبو (٢) عبد الرحمن فشيخ روى عنه أئمة المصريين مثل حَيْوة بن شُريح والليث بن سعد ويحيى بن أيوب وغيرهم، قال (٣): فقد روينا (٤) من طريق ثالثٍ من حديث السَّرِيّ بن سهل الجند يسابوري (٥) بإسناد مشهور إليه [قال] (٦): ثنا عبد اللَّه بن رشيد: ثنا عبد الرحمن [بن محمد] (٧)، عن ليث عن عطاء، عن ابن عمر قال: لقد أتى علينا زمانٌ وما مِنَّا رجل يرى أنه أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم، ولقد سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إذا ضَنَّ الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعِينَة، وتركوا الجهاد، واتبعوا أذناب البقر، أدخل اللَّه عليهم ذلًا لا ينزعه (٨) [عنهم] (٩) حتى يتوبوا ويراجعوا دينهم" (١٠) وهذا يبين أن للحديث أصلًا عن عطاء (١١).

[[العينة]]

وروى (١٢) محمد بن عبد اللَّه الحافظ المعروف بمطيَّن (١٣) في كتاب "البيوع"

---

(١) في "بيان الدليل": "والإسناد"، وقال المعلق عليه: "في الأصل -فالإسناد".
(٢) هذا هو الصواب، وكذا في أصل "بيان الدليل"، و"سنن أبي داود"، وفي جميع نسخ "الإعلام": "بن".
(٣) "أي شيخ الإسلام في "فتاويه"، المصدر السابق" (و).
(٤) في "بيان الدليل": "وقد رويناه"، وقال المعلق: "في ق، وقد روينا".
(٥) انظر: "حديث السري" (ق ١٦٤/ أ).
(٦) ما بين المعقوفتين ليس في نسخ "الإعلام"، وسقطت من إحدى مخطوطتي "بيان الدليل" كما أفاد محققه.
(٧) ما بين المعقوفتين من (و)، و"بيان الدليل".
(٨) في (ق) و (ك): "يرفعه".
(٩) ما بين المعقوفتين ليس في "بيان الدليل".
(١٠) في إحدى مخطوطتي "بيان الدليل": و"يرجعوا إلى دينهم". والحديث سبق ذكر طرقه قبل قليل.
(١١) إلى هنا ينقل عن شيخه -رحمهما اللَّه- في "بيان الدليل (ص ١٠٩ - ١١٠)، أما ما بعد فقد تصرف فيه واختصره من "بيان الدليل" (ص ١١٢ - ١١٩) أيضًا فراجعه -إن شئت-.
(١٢) في (ق): "وعن".
(١٣) هو محمد بن عبد اللَّه بن سليمان، أبو جعفر الحضرمي الكوفي -مُطَيِّن-، أحد الأئمة والحفاظ، توفي سنة ٢٩٧.
وانظر ترجمته في: "سير إعلام النبلاء" (١٤/ ٤١)، و"الميزان" (٣/ ٦٠٧)، و"طبقات الحنابلة" (١/ ٣٠٠).