للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حين ذهب العلماءُ وبقي فيهم من لا يُشبِه من مضى]

مع أنَّ أصحابَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد اختلفوا بعده (١) في الفُتيا في أشياءَ كثيرةٍ، ولولا أني قد عرفتُ أنْ قد عَلِمْتَهَا لكتبتُ (٢) بها إليك، ثم اختلف التابعون في أشياءَ بعد أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه [وآله] (٣) وسلم سعيد بن المسيب ونظراؤُه أشدَّ الاختلافِ.

ثم اختلف الذين كانوا بعدهم فحضرتهم بالمدينة وغيرها ورأسُهم (٤) يومئذ ابنُ شهاب وربيعة بن أبي عبد الرحمن.

[[ما أخذه الليث على ربيعة]]

فكان (٥) من خلاف ربيعة لبعض ما [قد] (٦) مضى ما قد عرفتَ وحضرتَ، وسمعتُ قولَكَ فيه وقولَ ذوي الرأي من أهل المدينة: يحيى بن سعيد، وعُبيد اللَّه بن عمر، وكثيرِ بن فَرْقَد وغيرِ كثيرٍ ممن هو أسَنُّ منه، حتى اضطَّرك ما كَرِهْت من ذلك إلى فراق مجلسه.

وذاكَرَتُكَ أنت وعبدَ العزيز بن عبد اللَّه (٧) بعضَ ما نَعيبُ على ربيعة من ذلك، فكُنتُما من الموافقين (٨) فيما أنكرتُ، تَكْرَهان منه ما أكرهه (٩)، ومع ذلك -بحمد اللَّه- عند ربيعةَ خيرٌ كثيرٌ، وعقلٌ أصيلٌ، ولسانٌ بليغٌ، وفَضْلٌ مستَبين، وطريقةٌ حسنة في الإسلام، ومودَّة [صادقة] (١٠) لإخوانه عامةً ولنا خاصة، رحمةُ اللَّه [عليه] وغفر له وجزاه بأحسنَ من عمله.

[تناقض ابن شهاب أحيانًا]

وكان يكون من ابن شهاب اختلافٌ كثيرٌ إذا لَقيناه، وإذا كاتَبه بعضُنا فربما


(١) في (د) و (ط) و (و) و (ك) و (ق): "بعد"!
(٢) في المطبوع: "كتبت".
(٣) ما بين المعقوفتين من (و).
(٤) في مطبوع "المعرفة": "ورأيتهم" وهو تحريف، وفي (ك): "رأسهم".
(٥) في (ك) و (ق): "وكان".
(٦) سقطت من مطبوع "المعرفة"، وسائر المصادر التي أوردت الرسالة.
(٧) هو الماجشُون المدني، الثقة الفقيه (مات سنة ١٦٤ هـ) -رحمه اللَّه-.
(٨) كذا في الأصول، وفي "المعرفة" وسائر المصادر: "فكنتما لي موافقين".
(٩) في سائر المصادر: "أكره"، وكذلك في "المعرفة والتاريخ".
(١٠) ما بين المعقوفتين سقط من (د)، و (ط)، وهو مثبت في "المعرفة والتاريخ".

<<  <  ج: ص:  >  >>