كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

فصل [الرابع: الأخذ بالمرسل والحديث الضعيف] - [تقديم أبي حنيفة الحديث الضعيف على القياس] - ج: 2 - ص: 56

الحَسَن (١) ولم يكن يُقَسِّم الحديث إلى: صحيح وحسن وضعيف، بل إلى: صحيح وضعيف، والضعيف (٢) عنده مراتب، فإذا لم يجد في الباب (٣) أثرًا (٤) يدفعه، ولا قولَ صاحب، ولا إجماع على خلافه؛ كان العمل به عنده أولى (٥) من القياس.

وليس أحَدٌ من الأئمة [الأربعة] إلا وهو موافِقُه (٦) على هذا الأصل من حيث الجملة فإنه ما منهم أحد إلا و [قد] (٧) قَدَّم الحديثَ الضعيف على القياس.

[تقديم أبي حنيفة الحديث الضَّعيف على القياس]

فقدم أبو حنيفة حديثَ القهْقَهَة في الصلاة (٨) على مَحْض القياس، وأجمع أهل الحديث على ضَعْفِه (٩)، وقدم حديثَ الوضوء بنبيذ التمر (١٠) على القياس، وأكثر أهل الحديث يُضَعِّفه (١١)، وقدَّم حديثَ: "أكْثَرُ الحيضِ عَشَرَةُ أيامٍ" (١٢)

---

(١) انظر: "مجموع فتاوى ابن تيمية" (١٨/ ٢٥ و ١/ ٢٥٢)، "والتوسل والوسيلة" (ص ٨٨ - ط محب الدين الخطيب)، و"قواعد في علوم الحديث" (ص ٩٩ - ١٠٠) للتهانوي، و"النكت على ابن الصلاح" لابن حجر (١/ ٤٢٤ - ٤٢٩)، و"شرح علل الترمذي" (١/ ٣٣٧) لابن رجب، و"تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بين واقع المحدِّثين ومغالطات المتعصّبين" للشيخ ربيع بن هادي (ص ٦٧ - ٨٥).
(٢) في المطبوع: و (ق) و (ك): "وللضعيف".
(٣) في (ن) و (ق): "في الكناب"، وقال في هامش (ن): "في نسخة: في الباب".
(٤) في (ك): "أمر".
(٥) في (ق): "كان العمل عنده به أولى".
(٦) في (ق) و (ك): "إلا يوافقه"، وما بين المعقوفتين من (ق).
(٧) ما بين المعقوفتين سقط من (ن).
(٨) سيأتي تخريجه.
(٩) انظر: "تهذيب السنن" (٦/ ٥٠)، "وبدائع الفوائد" (٣/ ١٣١)، و"الخلافيات" (٢/ ٣٧٠ - ٤١٦) وتعليقي عليه.
(١٠) سيأتي تخريجه.
(١١) سيأتي تضعيف ابن القيم لهذا الحديث في عدة مواضع متفرقة، وانظر: "تهذيب السنن" (٣/ ٢٨٤) و"الخلافيات" (١/ ١٦٨ - ١٩٢) وتعليقي عليه.
(١٢) ورد عن جماعة من الصحابة، منهم:
أبو أمامة: رواه الطبراني في "الكبير" (٧٥٨٦)، و"الأوسط" (رقم ٦٠٣)، و"مسند الشاميين" (٢/ رقم ١٥١٥ و ٤/ رقم ٣٤٢٠)، والدارقطني (١/ ٢١٨)، وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٧٨٢)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٣٢٦)، و"المعرفة" (٢/ رقم ٢٢٦٦)، و"الخلافيات" (٣/ رقم ١٠٤٠، ١٠٤١)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٦٤٢)، وفي إسناده مجهول، وضعيف، وإعلال بالانقطاع.
وله طريق آخر عن أبي أمامة: رواه ابن حبان في "المجروحين" (١/ ٣٣٣)، وابن عدي (٣/ ١٠٩٨ - ١٠٩٩)، والبيهقي في "الخلافيات" (٣/ رقم ١٠٤٣)، وفيه راو =