كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

ذكر تحريم الإفتاء في دين الله بغير علم وذكر الإجماع على ذلك - [على من لا يعلم أن يقول: لا أدري] - ج: 3 - ص: 442

[[على من لا يعلم أن يقول: لا أدري]]

وَذكر أيضًا عن علي -رضي اللَّه عنه- قال: خمسٌ إذا (١) سافر فيهن رجل إلى اليمن كن فيه عوضًا عن (٢) سفره: لا يخشى عبدٌ إلا ربَّه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحي مَنْ لا يعلم أن يتعلَّم، ولا يستحي منْ يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: اللَّه أعلم، والصَّبرُ من الدين بمنزلة الرأس من الجسد (٣).

وقال الزُّهري، عن خالد بن أسلم وهو أخو زيد بن أسلم: خرجنا مع ابن عمر نمشي، فلحقنا أعرابي فقال: أنت عبد اللَّه بن عمر؟ قال: نعم، قال: سألتُ عنك فدُلِلتُ عليك، فأخبرني أتَرث العمة؟ قال: لا أدري، قال: أنت لا تدري؟ قال: نعم، اذهب إلى العلماء بالمدينة فاسألهم؛ فلما أدبر قَبَّل يديه وقال: نِعِمّا، قال أبو عبد الرحمن؛ سُئل عما لا يدري فقال: لا أدري (٤).

وقال ابن مسعود: مَنْ كان عنده علمٌ فليقل به؛ ومن لم يكن عنده علم فليقل: "اللَّه أعلم" فإن اللَّه قال لنبيه: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: ٨٦] (٥).

---

(١) في (ق) و (ك): "لو".
(٢) في (ق) و (ك): "من".
(٣) رواه البيهقي في "المدخل" (٧٩٥)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٢/ ق ٣٩١) من طريق إبراهيم الكناني عن علي.
ورواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (ص ٣٨٢ رقم ٥٤٧) وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٧٦)، والكنجي في "كفاية الطالب" (٣٨٩ - ٣٩٠) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن علي، وإسناده حسن.
وله إسناد آخر في "الجامع" أيضًا (رقم ٥٤٨) لكن فيه راو متروك.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٧٥ - ٧٦) من طريق آخر عن علي.
(٤) رواه هكذا بطوله البيهقي في "المدخل" (٧٩٦) من طريق أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس عن الزهري، به وإسناده حسن.
ورواه الدارمي (١/ ٦٣)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٤/ ١٤٤)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (١/ ٤٩٣)، وأبو داود في "الناسخ والمنسوخ" والذهلي في "جزئه" وابن مردويه في "التفسير المسند" -كما في "فتح الباري" (٣/ ٢٧٣) و"موافقة الخبر الخُبر" (١/ ١٠٨) -، والآجري في "أخلاق العلماء" (ص ١٣١ - ١٣٢)، وابن عبد البر (١٥٦٣) و (١٥٦٥، ١٥٦٦)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (٢/ ١٧٢)، وابن الجوزي في "تعظيم الفتيا" (٢٤ - بتحقيقي) من طرق أخرى وبلفظ آخر، وبعضها صحيح على شرط البخاري.
(٥) هو جزء من كلام طويل لابن مسعود: رواه البخاري (٤٧٧٤) في "التفسير" سورة الروم، و (٤٨٠٩) في (تفسير سورة ص): باب {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}، ومسلم (٢٧٩٨) في صفات المنافقين.