للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخنازير، وقيل: إنهم نَصَبُوا الشباك يوم الجمعة وأخذوا الصيد يوم الأحد، وصورة الفعل الذي فعلوه مخالف لما نُهُوا عنه، ولكنهم لما جعلوا الشباك والحفائر ذريعةً إلى أخذ ما يقع فيها من الصيد يوم السبت نُزلُوا منزلة من اصطاد (١) فيه؛ إذ صورة الفعل لا اعتبار بها، بل بحقيقته (٢) وقَصْد فاعله، ويلزم من لم يسدَّ الذرائع أن لا يحرم مثل هذا كما صرحوا به في نظيره سواء، وهو لو نصب قبل الإحرام شَبَكة فوقع فيها صيدٌ وهو مُحرم جاز له أخذه بعد الحل، وهذا جارٍ على قواعد من لم يعتبر المقاصد ولم يسد الذرائع.

[النهي عن كلِّ بيع يعين على معصية]

الوجه السابع والتسعون (٣): قال الإمام أحمد رضي اللَّه عنه: نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن بيع السلاح في الفتنة (٤)، ولا ريب أن هذا سد لذريعة الإعانة


(١) في (ق): "صاد" وفي (ك): "أصاد".
(٢) في (ن) و (ق): "الحقيقة".
(٣) في (ك): "الوجه التاسع والتسعون" وجاء في (ق) و (ن) مكان الوجه الثاني والسبعين.
(٤) رواه العقيلي في "الضعفاء" (٤/ ١٣٩)، والبزار (٣٣٣٣ - زوائده)، والطبراني في "الكبير" (١٨/ رقم ٢٨٦)، وابن عدي (٢/ ٤٨٣) والداني في "الفتن" (رقم ١٥٠)، والبيهقي (٥/ ٣٢٧) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٢/ ٨٩) من طريق بحر بن كنيز السقاء عن عبد اللَّه اللقيطي عن أبي رجاء عن عمران بن حصين مرفوعًا به.
وعزاه في "المطالب العالية" (٤/ ٢٧٤ رقم ٤٤٢٤) إلى أحمد بن منيع في "مسنده". وقال البزار: لا نعلمه يروي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا عمران، وبحر بن كنيز ليس بالقوي، واللقيطي ليس بمعروف، وقد رواه سلم (وفي مطبوعه: (مسلم) وهو خطأ، وتصويبه من "تهذيب الكمال" (١١/ ٢٢٢) و"تبصير المنتبه" (٢/ ٦٤٢)) ابن زرير عن أبي رجاء عن عمران موقوفًا.
وبحر بن كنيز قال يحيى: ليس بشيء لا يكتب حديثه، وقال البخاري: ليس بقوي عندهم، وقال النسائي والدارقطني: متروك.
وقال ابن عدي: والضعف على حديث بيّن، وقال البيهقي بعد روايته: ضعيف لا يحتج به، وقال الهيثمي (٤/ ٨٧ و ١٠٨ و ٧/ ٢٩٠): بحر بن كنيز متروك.
ورواه محمد بن مصعب القَرْقَساني عن أبي: الأشهب عن أبي رجاء عن عمران مرفوعًا به.
أخرجه ابن عدي (٦/ ٢٢٦٩)، -ومن طريقه البيهقي (٥/ ٣٢٧) وابن حجر في "تغليق التعليق" (٣/ ٢٢٥) - والعقيلي (٤/ ١٣٩)، والخطيب (٣/ ٢٧٨)، نقل العقيلي، وابن عدي عن ابن معين إنكاره على القرقساني هذا الحديث، وقال: أنّى لمحمد بن مصعب هذا يروونه عن أبي رجاء قوله: ثم قال: لم يكن من أصحاب الحديث. =

<<  <  ج: ص:  >  >>