للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسوّى بين الرجل والمرأة في العبادات البدنية والمالية كالوضوء والغسل والصلاة والزكاة والصوم والحج وفي العقوبات كالحدود ثم جعلها على النِّصف من الرجل في الدية والشهادة والميراث والعقيقة، وخَصَّ بعض الأزمنة على بعض وبعض الأمكنة على بعض بخصائص مع تساويها؛ فجعل ليلة القدر خيرًا من ألف شهر، وجعل شهرَ رمضان سيد المشهور، ويوم الجمعة سيد الأيام، ويوم عرفة ويوم النحر وأيام مِنًى أفضل الأيام، وجعل [مكان] (١) البيت أفضل بقاع الأرض (٢).

[[كيف يمكن القياس مع الفرق بين المتماثلات؟]]

قالوا: وإذا كانت الشريعةُ قد جاءت بالتفريق بين المتماثلات والجمع بين المختلفات -كما جمعت بين الخطأ والعَمْد في ضمان الأموال، و [في] (٣) قتلِ الصيدِ، وجَمَعت بين العاقلِ والمجنونِ والطفلِ والبالغِ في وجوب الزكاة، وجمعت بين الهرةِ والفأرةِ في طهارة كُلٍّ منهما، وجمعت بين الميتة وذبيحة المجوسي في التحريم، وبين ما مات من الصيد وذَبَحه المحرمُ في ذلك، وبين الماء والتراب في التطهير- بطل القياس، فإن مبناه (٤) على هذين الحرفين، وهما أصل قياس الطرد وقياس العكس.

[[الجواب عن هذه الشبه]]

والجواب أن يقال: الآن حَمِي الوطيسُ، وحميت أنوف أنصار اللَّه ورسوله لنصرِ دينه (٥) وما بعث به رسوله، وآن لحزب الحق (٦) أن لا تأخذهم في اللَّه لومةُ لائم وأن لا يتحيزوا (٧) إلى فئة معينة، وأن ينصروا اللَّه ورسوله بكل قولِ حَقٍّ قاله مَنْ قاله، ولا يكونوا من الذين يقبلون ما قالته طائفتهم وفريقهم كائنًا ما كان ويردون ما قاله منازعوهم وغير طائفتهم كائنًا ما كان؛ فهذه طريقة أهل العصبية وحميَّة أهل الجاهلية، ولعمرُ اللَّه!! إن صاحب هذه الطريقة لمضمونٌ له الذمُّ إنْ أخطأ، وغير ممدوح إنْ أصاب، وهذا حالٌ لا يرضى بها من نصحَ نفسه وهُدي لرشده (٨)، واللَّه الموفق.


(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ط).
(٢) انظر في هذه المفاضلات: "زاد المعاد" (١/ ٤٢ وما بعد - ط مؤسسة الرسالة).
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٤) تحرف في المطبوع إلى: "مبدأه".
(٥) في (ق) و (ك): "دين اللَّه".
(٦) في المطبوع: "لحزب اللَّه".
(٧) في (ق): "يتحيز".
(٨) في (ق) و (ك): "رشده".

<<  <  ج: ص:  >  >>