ولذلك قال البيهقي: وقد تفرّد به الحسين بن واقد، وحديث جابر أصح. أقول: حديث جابر في صحيح مسلم (١٣١٨) -ومن طريقه ابن حزم في "الإحكام" (٤/ ٢٠٦) - وغيره. قال: نحرنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عام الحديبية البَدَنة عن سبعة والبقرة عن سبعة. وروى الحاكم أيضًا من طريق محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال: نحرنا يوم الحديبية سبعين بدنة البدنة عن عشرة. . . وقال: صحيح على شرط مسلم. فتعقبه الذهبي بقوله: وخالفه ابن جريج وزهير عن أبي الزبير فقالوا: البدنة عن سبعة، وجاء عن سفيان كذلك. وقال البيهقي في "سننه" (٥/ ٢٣٦): وما روي عن سفيان من أن البدنة تجزئ عن عشرة لا أحسبه إلا وهمًا، فقد رواه الفريابي عن الثوري وقال: البدنة عن سبعة، وكذلك قاله مالك بن أنس وابن جريج وزهير بن معاوية وغيرهم عن أبي الزبير عن جابر قالوا: البدنة عن سبعة، وكذلك قاله عطاء بن أبي رباح عن جابر، ورجح مسلم بن الحجاج روايتهم لما أخرجها دون رواية غيرهم. أقول: وهذه الروايات في صحيح مسلم (١٣١٨) (٣٥٠ - ٣٥٣). وفي حديث ابن إسحاق عن الزهري عن عروة عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أنهما حدَّثاه جميعًا أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج يريد زيارة البيت لا يريد حربًا، وساق معه الهدي صبعين بدنة عن سبعمائة رجل كل بدنة عن عشرة. أخرجه البيهقي في "سننه" (٥/ ٢٣٥) وبيّن وهم ابن اسحاق، وإن الروايات الثابتة أن عددهم كان أكثر من ألف. وانظر "معرفة السنن والآثار" (٧/ ٢٣٤)، و"الإحكام" (٤/ ٢٠٦ - ٢٠٧) لابن حزم، و"نصب الراية" (٤/ ٢٠٩ - ٢١٠). (١) في المطبوع: "ومعهم". (٢) مضى تخريجه، وهذا المثال وما قبله في "الإحكام" (٤/ ٢٠٦ - ٢٠٧) لابن حزم.