للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبقوله: "مَنْ يشتري مني هذا العبد" (١) يريد عبد اللَّه، وبقوله لتلك المرأة: "زوجُك الذي في عينيه بياض" (٢) إنما أراد به البياض الذي خلقه اللَّه في عيون بني آدم، وهذه (٣) المعاريض ونحوها من أصدق الكلام، فأين في جواز هذه ما يدل على جواز الحيل المذكورة؟

[[ما قيست عليه الحيل الربوية نوعان]]

وقال شيخنا -رضي اللَّه عنه- (٤): والذي قيست عليه الحيل الربوية وليست مثله نوعان:

أحدهما: المعاريض، وهي أن يتكلم الرجل بكلام جائز يقصد به معنى صحيحًا، ويوهم غيره أنه يقصد به (٥) معنًى آخر؛ فيكون سبب ذلك الوهم (٦) كون اللفظ مشتركًا بين حقيقتين لغويتين أو عُرْفيتين أو شرعيتين أو لغوية مع إحداهما أو عرفية مع إحداهما أو شرعية مع إحداهما (٧)، فيعني (٨) أحدَ معنييه ويوهم السامع [له] (٩) أنه إنما عنى الآخر: إما لكونه لم يعرف إلا ذلك، وإما لكون دلالة الحال


= والبغوي (٨/ ١٤) من طريق موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعًا "عجائزكُنّ في الدنيا عمشًا رمصًا. . " وليس فيه مزاحه -صلى اللَّه عليه وسلم- مع المرأة العجوز.
وضعفه الترمذي بموسى بن عبيدة، ويزيد بن أبان.
(١) سبق تخريجه.
(٢) أخرج أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (٧٩٦) ومن طريقه ابن عساكر (٤/ ٤٣ - ط دار الفكر)، وابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٤٠٠) عن يحيى بن سعيد العطار عن الصلت بن الحجاج عن عاصم الأحول عن أنس أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لعائشة ذات يوم: "ما أكثر بياض عينيك".
وإسناده ضعيف، فيه يحيى العطار، والصلت بن الحجاج، وهما ضعيفان، وانفردوا به.
قال ابن عدي: "لا أعلم يرويه عن عاصم غير الصلت، ولا عنه غير يحيى العطار، وقال في الصلت -وأورد الحديث في ترجمته-، وفي بعض أحاديثه ما ينكر عليه، بل عامته كذلك، ولم أجد للمتقدمين فيه كلامًا"، وانظر "الميزان" (٢/ ٣١٨)، و"اللسان" (٣/ ١٩٤).
(٣) في (ق) و (ك): "فهذه".
(٤) في "بيان الدليل" (ص ٢٥٥ - ٢٦٠).
(٥) في "بيان الدليل": "قصد به".
(٦) في "بيان الدليل": "التوهم"، وفي (ق): "ويكون بسبب ذلك الوهم".
(٧) في "بيان الدليل": "أو لغوية مع أحدهما، أو عرفية مع شرعية".
(٨) في (ق): "فيعنيه".
(٩) ما بين المعقوفتين سقط من "بيان الدليل" و (ق) و (ك)، وبدله في (ن): "غير"!!

<<  <  ج: ص:  >  >>