كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

[خطاب عمر إلى أبي موسى] - [اختلافهم في المرأة المخيرة] - ج: 2 - ص: 381

كان (١)؛ وقال علي: اجتمع رأيي ورأيُ عمر في بيع (٢) أمهات الأولاد أن لا يُبَعْنَ، ثم رأيت بيعهن، فقال له قاضيه عَبيدة السَّلْماني: [يا أمير المؤمنين] (٣) رأيك مع رأي عمر في الجماعة أحَبُّ الينا من رأيك وَحْدك في الفرقة (٤).

ولما أرسل عمرُ إلى المرأة فاسقطت جنينها استشار الصحابةَ؛ فقال له عبد الرحمن بن عوف وعثمان: إنما أنت مُؤَدِّب، ولا شيء عليك؛ وقال له علي: أما المأثَم فأرجو أن يكونَ محطوطًا عنك، وأرى عليك الدية (٥)، فقاسه عثمان وعبد الرحمن على مؤدِّب امرأته وغلامه وولده، وقاسه عليّ عَلَى قاتل الخطأ، فاتَّبع عمرُ قياس علي. ولما احتُضِرَ الصديق [-رضي اللَّه عنه-] (٦) أوصى بالخلافة إلى عمر [-رضي اللَّه عنه-] (٧)، وقاس ولايتَه لمن بعده إذ هو صاحب الحلِّ والعقد على ولاية المسلمين له إذ (٨) كانوا هم أهل الحل والعقد، وهذا من أحسن القياس.

[اختلافهم في المرأة المُخَيَّرة]

وقال علي: سألني أمير المؤمنين عمر عن الخيار، فقلت: إنْ اختارت

---

(١) أخرجه عبد الرزاق (١٩٠٥٢) عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أن عمر قال: إني كنت قضيتُ في الجد قضاء، فإن شئتم أن تأخذوا به فافعلوا، فقال عثمان:. . . وذكره ورجاله ثقات إلا أنه منقطع عروة لم يسمع من عمر، قاله أبو زرعة وأخرجه الدارمي في "سننه" (٢/ ٣٥٤) وعبد الرزاق (١٩٠٥١)، والحاكم (٤/ ٣٤٠)، والبيهقي (٦/ ٢٤٦) عن عروة عن مروان بن الحكم قال: قال عثمان، وإسناده صحيح.
(٢) في (ق): "في منع بيع".
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٤) أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (١/ ٤٤٢ - ٤٤٣، ٤٤٤)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (٢/ ٦٤)، والبيهقي (٦/ ٢٤٩)، و"المدخل" (٨٦، ٨٧)، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، ومحمد بن نصر بسند صحيح، قاله ابن حجر في "الفتح" (١٢/ ٢١، ٢٢)، وفي "التلخيص الحبير" (٤/ ٢١٩).
(٥) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (رقم ١٨٠١٠) عن معمر عن مطر الوراق عن الحسن قال: أرسل عمر بن الخطاب. . . بغير هذا السياق.
ورواية الحسن عن عمر مُرْسلة.
وأخرجه البيهقي من طريق آخر عن الحسن كذلك.
(٦) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٧) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (٣/ ٢٧٤)، وابن شبه في "تاريخ المدينة" (٢/ ٦٦٨)، والبلاذري في "أنساب الأشراف" (ص ١٤٧ - أخبار الشيخين)، وابن الجوزي في "مناقب عمر" (٢٤٣) من طرق بنحوه، وما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٨) في (ق): "إذا".