للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال سَلَمة بن شَبيب: سمعت أحمد يقول: رأيُ الشافعي ورأيُ مالك ورأيُ أبي حنيفة كلّه عنده رأي (١)، وهو عندي سواء، وإنما الحجة في الآثار (٢).

وقال أبو عُمَر بن عبد البر: أنشدني عبد الرحمن بن يحيى: أنشدنا أبو علي الحسن بن الخضر الأسيوطي (٣) بمكة أنشدنا محمد بن جعفر: أنشدنا عبدُ اللَّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه:

دينُ النبيِّ محمدٍ آثارُ (٤) ... نِعْمَ المطيَّةُ للفتى الأخْبَارُ

لا تُخدَعَنَّ عن الحديث وأهلِهِ ... فالرأيُ ليلٌ والحديثُ نَهَارُ

ولربما جهل الفتى طُرُقَ الهُدَى ... والشمسُ طالعةٌ لها أنوارُ (٥)

ولبعض أهل العلم:

العلم قال اللَّه قال رسوله ... قال الصَّحابةُ ليس خُلْفٌ فيهِ

ما العلم نَصْبُكَ للخلاف سَفَاهَةً ... بين النصوص وبين رأي سَفِيهِ

كلَّا! ولا نَصْبُ الخلاف جَهَالةَ ... بين الرسول وبين رأي فقيهِ

كلَّا! ولا رَدُّ النُّصوصِ تعمُّدًا ... حَذَرًا من التَّجْسيم والتَّشبيهِ

حاشا النُّصُوصَ من الذي رُمِيَتْ به ... من فرْقَةِ التَّعطيل والتَّمويهِ

[فصل في الرأي المحمود، وهو أنواع]

[النوع] (٦) الأول: رأي أفقه الأمة، وأبَرِّ الأمة قلوبًا، وأعمقهم علمًا (٧)، وأقلهم تكلَّفًا، وأصحهم قُصُودًا، وأكملهم فِطْرة، وأتمهم إدراكًا، وأصفاهم


(١) في النسخ الخطية: "كلٌّ عنده رأي"!!
(٢) أخرجه ابن عبد البر في "الجامع" (٢١٠٧)، من طريق العباس بن الفضل، عن سلمة به، وإسناده صحيح.
(٣) في (ق) و (ك): "الحسين بن الخضر الأسبوطي".
(٤) قال (و): "كان الواجب أن يقال: دين النبي محمد قرآن!! والشعر الآخر أدق وأوفى في دلالته" اهـ.
(٥) هو في "الجامع" (رقم ١٤٥٩)، ونسب الخطيب البغدادي في "شرف أصحاب الحديث" (١٦٣)، هذه الأبيات لعبدة بن زياد الأصبهاني، وكان عبد الرحمن بن مهدي يتمثل بها -أيضًا-، كما عند أبي إسماعيل الهروي في "ذم الكلام" (٢/ ١٩٣ - ١٩٤ رقم ٣٤٧) بسنده إليه.
(٦) ما بين المعقوفتين سقط من (ن).
(٧) في (ن): "وأعمقها علمًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>