للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر ابن جَرير في [كتاب] (١) "تهذيب الآثار" له عن مالك قال: قُبِضَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد تمَّ هذا الأمر واستكمل؛ فإنما ينبغي (٢) تَتّبع آثارَ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا تتبَّع (٣) الرأي؛ فإنه من اتَّبع الرأي جاء رجلٌ آخر أقوى منه في الرأي فاتبعه، [فأنت] كلما جاء رجل غَلَبَكَ اتبعته (٤).

وقال نُعيم بن حماد: ثنا ابن المبارك، عن عبد اللَّه بن وَهْب أن رجلًا جاء إلى القاسم بن محمد، فسأله عن شيء، فأجابه، فلما ولّى الرجلُ دَعَاه فقال له: لا تَقُلْ إن القاسم زعمَ أن هذا هو الحق، ولكن إذا اضْطُرِرْتَ إليه عملتَ به (٥).

وقال أبو عمر: قال ابن وَهْب: قال لي مالك بن أنس، وهو يُنكر كثرةَ الجواب للمسائل: يا عبد اللَّه، ما علمتَه فَقُلْ به ودُلَّ عليه، وما لم تعلم فاسكت، وإياك أن تتقلد للناس قِلادَةَ سوء (٦).

وقال أبو عمر: وذكر محمد بن حارث بن أسد الخُشَني: أنبأنا أبو عبد اللَّه محمد بن عَبّاس (٧) النَّحَّاس قال: سمعت أبا عثمان سعيد بن محمد الحداد يقول: سمعتُ سحنون بن سعيد يقول: ما أدري ما هذا الرأي! سُفِكت به الدِّماء، واسْتُحِلَّت به الفُرُوج، واسْتُحِقَّت به الحقوق، غير أنَّا رأينا رجلًا صالحًا فقلدناه] (٨).


(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٢) في (ق) بعدها: "أن".
(٣) في (ق): "يتبع".
(٤) ذكر سنده من "جامع بيان العلم" ابن عبد البر (٢/ ١٠٩٩ رقم ٢٠٧٢) من طريق الحسن بن الصباح، عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني، عن مالك، وإسحاق ضعيف.
ثم رواه (٢١١٧) من طريق يعقوب الفسوي، عن الحسن به، وفيه إسحاق -أيضًا- وما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٥) في "الجامع" (٢/ ١٠٧٠/ رقم ٢٠٧٦)، ورواته ثقات غير نعيم ففيه كلام. وفي (ك): "أن ابن القاسم زعم".
(٦) أخرجه الدوري في "ما رواه الأكابر عن مالك" (رقم ٣٩)، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (رقم ٨٢٢)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١٧٠)، وابن عبد البر في "الجامع" (٢/ ١٠٧١ رقم ٢٠٨٠) بإسنادٍ صحيح إلى ابن وهب.
وذكره الشاطبي في "الموافقات" (٥/ ٣٨٢ - ٣٨٣ بتحقيقي)، وفي النسخ جميعها: "يا أبا عبد اللَّه"!! والصواب حذف "أبا" كما في مصادر التخريج.
(٧) في (ق) و (ك): "ابن عياش".
(٨) هو في "الجامع" (٢٠٨٢) بإسناد صحيح، وما بين المعقوفتين سقط من (ن).

<<  <  ج: ص:  >  >>