كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

فصل [كراهة السلف التسرع في الفتوى] - [الجرأة على الفتوى] - ج: 2 - ص: 64

مثل ذلك، رواه ابن وضاح، عن يوسف بن عَدي، عن عَبْد (١) بن حميد، عن الأعمش، عن شَقيق، عن عبد اللَّه، ورواه حَبيب بن [أبي] (٢) ثابت [عن الأعمش] (٣)، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه (٤).

وقال (٥) سحنون بن سعيد: أجْسَرُ الناس على الفتيا أقَلُّهم علمًا، يكون عند الرجل البابُ الواحد من العلم يظن أن الحق [كله] (٦) فيه.

[[الجرأة على الفتوى]]

قلت: الجرأة على الفُتيا تكون من قلة العلم ومن غَزَارته وسَعَته، فإذا قلَّ علمه أفتى عن كل ما يسأل عنه بغير علم، وإذا اتسع علمه اتَّسَعت فُتْياه، ولهذا كان ابن عباس من أوْسَع الصحابة فتيا، وقد تقدم أن فتاواه (٧) جُمِعَتْ [في] (٨)

---

(١) في (ن): "عبيد" وهو خطأ.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من (ن).
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ن).
(٤) رواه الدارمي (١/ ٦١)، وأبو خيثمة في "العلم" (١٠) والطبراني في "المعجم الكبير" (٩/ ٢١١ رقم ٨٩٢٣ و ٨٩٢٤)، وابن بطة في "إبطال الحيل" (٦٦)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (رقم ٣٢٤)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (٢/ ١٩٧)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (رقم ١٥٩٠)، والبيهقي في "المدخل" (٧٩٨) من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود. وإسناده صحيح.
وقوله: "رواه ابن وضاح عن يوسف"، هو في "جامع بيان العلم" (٢/ ١٦٤)، وقوله: "ورواه حبيب. . " هو في "جامع بيان العلم" لكن عن حبيب، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، ولذا وضعنا "عن الأعمش" بين معقوفتين، وسقط من جميع النسخ.
وتابع أبا وائل موسى بن أبي كثير -ولم يسمع ابن مسعود- أخرجه أبو يوسف في "الآثار" (١/ ٢٠٠ رقم ٩٠٣).
(٥) في (ق): "قال".
(٦) روى ابن عبد البر في "الجامع" (٢/ ٨١٦، ٨١٧، / ١١٢٤ رقم ١٥٢٥، ١٥٢٧، ٢٢٠٩)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (٢/ ١٦٦) عن أيوب السختياني، وابن عيينة: "أجسرُ الناس على الفتيا أقلهم علمًا باختلاف العلماء"، زاد أيوب: "وأمسك الناس عن الفتيا أعلمهم باختلاف العلماء".
وذكر الذهبي أول العبارة عنه في "السير" (١٢/ ٦٦)، وما بين المعقوفتين سقط من (ن)، وانظر "الموافقات" (٥/ ١٢٣)، وتعليقي عليه.
(٧) في (ن) و (ق): "فتاويه".
(٨) ما بين المعقوفتين سقط من (ن)، و (ق) و (ك).