للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأطفال الذين لم يقترفوا ذنبًا (١)

[فصل [النسيان ضربان]]

وأما [الناسي فهو] (٢) ضربان: ناس لليمين، وناس للمحلوف عليه؛ فالأول ظاهر، والثاني كما إذا حلف على شيء وفعله وهو ذاكر ليمينه، لكن نسي أن هذا هو المحلوف عليه بعينه، وهذا كما لو حلف لا يأكل طعام كذا وكذا فنسيه (٣)، ثم أكله، وهو ذاكر ليمينه، ثم ذكر أن هذا هو الذي حلف عليه؛ فهذا إن (٤) كان يعتقد أنه غير المحلوف عليه، ثم بأن أنه هو فهو خطا فإن (٥) لم يخطر بباله كونه المحلوف عليه، ولا غيره فهو نسيان.

[[الفرق بين الجاهل بالمحلوف عليه والمخطئ]]

والفرق بين الجاهل بالمحلوف عليه والمخطئ (٦) أن الجاهل قصد الفعل


= وقال الآجري في "سؤالاته" (١٢٤٧): سألت أبا داود عن حديث فضيل بن سليمان، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، فقال: ليس بشيء، إنما هو حديث ابن المنكدر.
ورواه أبو يعلى (٣٦٣٦)، ومن طريقه ابن عدي (٥/ ١٨٠٠) عن عمرو بن مالك النّصري عن فضيل بن سليمان، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن المنكدر، عن أنس، وعمرو بن مالك هذا كان يسرق الحديث! فهذا من سرقاته، وغيّر فيه فجعله عن ابن المنكدر بدلًا من الزهري.
إذن عاد الحديث إلى الإسناد الأول، وهو إسناد ابن المنكدر -كما قال أبو داود- وقد علمتَ ما فيه من ضعف، فقول شيخنا الألباني -رحمه اللَّه تعالى- في "الصحيحة" (١٨٨١): وجملة القول: إن الحديث حسن عندي بمجموع طرقه! لا يخفى ما فيه، وهو ليس له إلا طريقان فقط.
ثم وجدتُ المصنف، يقول عنه في "طريق الهجرتين" (ص ٦٩٨ - ط دار ابن كثير): وأورد له طريقين: "وله طريق ثالث عن فضيل بن سليمان عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن أنس" قال: "وهذه الطرق ضعيفة، فإن يزيد الرقاشي واه، وفضيل بن سليمان متكلم فيه، وعبد الرحمن بن إسحاق ضعيف".
(١) انظر: "غريب الحديث" لابن الجوزي (٢/ ٣٣٧). و"النهاية في غريب الحديث" (٤/ ٢٨٣).
(٢) بدل ما بين المعقوفتين في (ك): "الناس فهم".
(٣) في (ق) و (ك): "فأنسيه".
(٤) في المطبوع: "فهذا إذا".
(٥) في (ق): "وإن".
(٦) عنون في هامش (ق) بقوله: "الجهل والخطأ".

<<  <  ج: ص:  >  >>