كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

[الحيل] - [الذهول والفرق بينه وبين النسيان] - ج: 5 - ص: 498

وقال كل صديق كنت آملُهُ ... لا أُلْهينَّكَ؛ إني عَنْكَ مشغول

أي لا أشغلك عن شأنك وأمرك، وفي "المسند": "سألت ربي أن لا يعذب اللاهين من أمتي" (١)، وهم البُلْهُ الغافلون الذين لم يتعمدوا الذنوب، وقيل: هم

---

= صديق" بدل "كل خليل"، وفي "لسان العرب" (١٥/ ٢٦٠) مادة (لها) كما عند المصنف، وعزاه لكعب.
(١) رواه الضياء في "المختارة" (٢٦٣٩) من طريق المخلص في "فوائده" (٩/ ق ٢٣ - ٢٤): عن أحمد بن يوسف التغلبي قال: حدثنا صفوان بن صالح: حدثنا الوليد: حدثنا عبد الرحمن بن حسان الكناني: حدثنا محمد بن المنكدر عن أنس مرفوعًا به.
أقول: هذا إسناد ظاهره الصحة: رجاله ثقات، لكنّ صفوان بن صالح، والوليد بن مسلم يدلسان تدليس التسوية، ولذلك لم يذكرا لمحمد بن المنكدر سماعًا من أنس.
نعم، وقع تصريحه بالسماع منه، رواه ابن بشران في "أماليه" (رقم ١٥٦١)، وابن لال في "حديثه" (ق ١١٧/ أ) من طريق ابن سمعان أن محمد بن المنكدر حدثه أنه سمع أنس به.
وابن سمعان هذا هو عبد اللَّه بن زياد بن سليمان، أبو عبد الرحمن المدني، قاضيها، متروك اتهمه بالكذب أبو داود وغيره، انظر: "تهذيب الكمال" (١٤/ ٥٢٦).
وقد جاء الحديث من رواية الثقات باثبات يزيد الرقاشي بين ابن المنكدر وأنس.
فقد رواه أبو يعلى (٤١٠١)، و (٤١٠٢)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (٢٩٠٦) -وذكره ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١٥٤٥) - من طريق صالح بن مالك، وحجين بن المثنى كلاهما عن عبد العزيز الماجشون، عن ابن المنكدر: حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس به.
ورواته كلهم ثقات عدا يزيد الرقاشي وهو ضعيف.
ورواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١٥٤٤) من طريق قتيبة بن سعيد: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن أبي حازم، عن يزيد الرقاشي أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: ثم قال: كذا في كتابي، وقد سقط [عن] أنس، وهذا إسناد صحيح إلى يزيد الرقاشي، مما يدل على أن الصواب إثباته.
وله طريق آخر عن أنس.
فقد رواه أبو يعلى في "مسنده" (٣٥٧٠)، وابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٦١٠ و ٦/ ٢٠٤٦) عن عبد الرحمن بن المتوكل البصري: حدثنا فضيل بن سليمان: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن أنس مرفوعًا به، وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن الزهري غير عبد الرحمن بن إسحاق، وعن عبد الرحمن فضيل بن سليمان. وهذا إسناد فيه مقال: عبد الرحمن بن المتوكل لم يوثقه إلا ابن حبان (٨/ ٣٧٩)، وانظر: "المجمع" (٧/ ٢١٩).
وفضيل بن سليمان هذا، وإن أخرج له مسلم، فقد ضعّفه ابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي، وصالح جزرة. =