للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على قوله. وبهذا يظهر بطلان فهم من جعل التقليد اتِّباعًا، وإيهامه وتلبيسه، بل هو مخالف للاتّباع، وقد فَرَّق اللَّه ورسوله وأهل العلم بينهما كما فرّقت الحقائق بينهما، فإن الاتباع سلوك طريق المُتَّبَع والإتيان بمثل ما أتى به.

[[الفرق بين الاتباع والتقليد]]

قال أبو عمر في "الجامع" (١): (باب فساد التقليد ونفيه، والفرق بينه وبين الاتباع).

قال أبو عمر: قد ذمَّ اللَّه تبارك وتعالى التقليد في غير موضع من كتابه فقال: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: ٣١]، روي عن حذيفة وغيره قال: لم يعبدوهم من دون اللَّه، ولكنهم أحلُّوا لهم وحرموا عليهم فاتبعوهم (٢).

وقال عَديُّ بنُ حاتم: أتيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وفي عُنُقي صليب، فقال:


(١) (٩/ ٢٠٢ - ط القديمة و ٢/ ٩٧٥ ط دار ابن الجوزي).
(٢) بهذا اللفظ ذكره ابن عبد البر في "الجامع" (رقم ١٨٦١)، وبنحوه رواه سفيان الثوري في "تفسيره" (ص ١٢٤ رقم ٣٣٣)، وعنه عبد الرزاق (٢/ ٢٧٢)، والطبري (١٠/ ٨١٥)، وابن أبي حاتم (٦/ ١٧٨٤ رقم ١٠٠٥٨) في "تفاسيرهم"، وابن عبد البر (رقم ١٨٦٤)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (٢/ ٦٧)، والبيهقي في "سننه" (١٠/ ١١٦)، وفي "المدخل" (٢٥٨ و ٢٥٩)، وابن عبد البر في "الجامع" (١٨٦٤) من طريق الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري عن حذيفة.
وتابع الأعمش: العَوَّامُ بن حوشب، أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (٥/ ٢٤٥ رقم ١٠١٢)، وابن جرير (١٤/ ٢١١ رقم ١٦٦٣٦ - ط شاكر) وعطاءُ بن السائب، أخرجه ابن جرير (١٤/ ٢١٣ رقم ١٦٦٤٣)، والبيهقي في "الشعب" (٧/ ٤٥ رقم ٩٣٩٤ - ط دار الكتب العلمية) من طريق سفيان عن عطاء به.
ورجاله ثقات لكنه منقطع، أبو البَخْتَري سعيد بن فيروز الطائي لم يسمع من حذيفة قال ابن سعد في "طبقاته" (٦/ ٢٩٢ - ٢٩٣): "وكان أبو البختري، كثير الحديث، يرسل حديثه، ويروي عن أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يسمع من كبير أحد، فما كان من حديثه سماعًا فهو حسن، وما كان عن فهو ضعيف" قلت: وأرسل عن حذيفة كما في "تهذيب الكمال" (١١/ ٣٢ - ٣٥)، وعزاه في "الدر" (٣/ ٢٣١) أيضًا للفريابي، وابن المنذر وأبي الشيخ.
ورواه جماعة عن عطاء عن أبي البختري قوله، كما سيأتي عند المصنف قريبًا وهو في "تفسير مجاهد" (ص ٢٧٦) عن آدم بن أبي إياس عن ورقاء قوله.
وفي (ك) و (ق): "لكنهم" دون واو.

<<  <  ج: ص:  >  >>