للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند مالك عن حميد بن قيس المكي قال: دخل عليّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بابني جعفر بن أبي طالب فقال لحاضنتهما: "مالي أراهما ضارِعَيْن؟ " (١)، فقالت: إنه لتسرع إليهما العين، ولم يمنعنا أن نسترقي لهما إلا أنا لا ندري ما يوافقك من ذلك فقال: "استرقوا لهما، فإنه لو سبق شيء القدر لسبقته العين" (٢).

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن النُّشرة، فقال: "هي من عمل الشيطان" (٣)، ذكره أحمد وأبو داود.


= والترمذي (٢٠٦٤) في (الطب): باب ما جاء في الرقية من العين، وابن ماجه (٣٥١٠) في (الطب): باب من استرقى من العين من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر (في "سنن ابن ماجه" عن عروة عن عامر، وهو خطأ) عن عبيد بن رفاعة أن أسماء بنت عميس فذكره، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
أقول: رواته رواة الصحيح غير عروة هذا، وهو ابن عامر القرشي الجهني، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب": أثبت غير واحد له الصحبة، وشك فيه بعضهم وروايته عن بعض الصحابة لا تمنع أن يكون صحابيًا.
وذكره في "الإصابة" في القسم الأول، وقال: مختلف في صحبته، وذكر اختلاف العلماء فيه ولم يجزم بشيء.
وعلى كل حال فهذا مما يقوي أمره، واللَّه أعلم.
قال (و): "فنظرة عجلى من العين تورث حبًا يكمن حتى الموت، وبغضًا شرهًا مقتًا لا يعيش إلا على الدم المسفوح، أما ما يهول به العوام من قدر للعين أخرى فهي أوهام"!! قلت: العين حق، ولها أثر صدق، واستوعب ابن كثير -رحمه اللَّه- في "تفسيره" في آخر سورة القلم الأحاديث الواردة فيها، فانظره تجد الشفاء والكفاية.
(١) "الضارع: النحيف الضاري الجسم" (و).
(٢) رواه مالك في "الموطأ" (٢/ ٩٣٩) عن حميد بن قيس به معضلًا.
ورواه ابن وهب في "جامعه" عن مالك، عن حميد بن قيس، عن عكرمة مرسلًا، وشاهده ما قبله.
(٣) رواه عبد الرزاق (١٩٧٦٢)، ومن طريقه أحمد في "مسنده" (٣/ ٢٩٤)، وأبو داود (٣٨٦٨) في (الطب): باب في النشرة، والبيهقي (٩/ ٣٥١) عن عقيل بن معقل، سمعت وهب بن منبه يحدث عن جابر بن عبد اللَّه به.
هكذا وقع في جميع المصادر (وهب بن منبه)، وعند عبد الرزاق (همام بن منبه) مع أنهم كلهم رووه من طريق عبد الرزاق! والصواب (وهب) ولا رواية لهمام عن جابر في "تحفة الأشراف" ولا في "إتحاف المهرة"، وهذا إسناد حسن، عقيل هذا صدوق، ووهب وأخوه همام من الثقات.
لكن قال البيهقي: "وروي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا، وهو مع إرساله أصح! " فلا أدري لماذا رجح الإرسال. =

<<  <  ج: ص:  >  >>