للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبي حامد [الاسفرائيني] (١)، وطائفة أصحابُ احتمالاتٍ لا أصحاب وجوه كأبي المعالي، وطائفة ليسوا أصحاب وجوه ولا احتمالات كأبي حامد [الغزالي] (١) وغيره، واختلفوا متى انسد باب الاجتهاد (٢) على أقوال كثيرة ما أنزل اللَّه بها من سلطان، وعند هؤلاء أن الأرض قد خلت من قائم للَّه بحجة، ولم يبق فيها من يتكلَّم بالعلم، ولم يحل لأحد بعد أن ينظر في كتاب اللَّه ولا سنة رسوله لأخذ الأحكام منهما، ولا يقضي ويُفتي بما فيهما حتى يعرضه على قول مقلِّده ومتبوعه، فإن وَافَقَه حَكَم به وأفتى به، وإلا رده ولم يقبله. وهذه أقوال كما ترى- قد بلغت من الفساد والبطلان والتناقض (٣)، والقول على اللَّه بلا علم، وإبطال حججه، والزهد في كتابه وسنة رسوله، وتلقي الأحكام منهما، مبلغها، ويأبى اللَّه إلا أن يتم نوره ويُصدِّق قولَ رسوله: "إنه لن تخلو (٤) الأرض من قائم للَّه بحجة" (٥)، ولن تزال طائفة من أمته على محض الحق الذي بعثه به (٦)، وأنه لا يزال يُبعث على رأس كل مئة سنة لهذه الأمة من يجدد لها دينها (٧)، ويكفي في فساد هذه الأقوال


(١) ما بين المعقوفتين من (ق).
(٢) لا يوجد باب للاجتهاد! بل له شروط. فمن توفرت فيه جاز له، واللَّه الموفق والهادي.
(٣) في (ق): "البطلان والفساد والتناقض".
(٤) في المطبوع: "لا تخلو".
(٥) قطعة من وصية علي لكميل بن زياد، سيأتي تخريجها، وفي المطبوع: "بحججه".
(٦) حديث: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق. . . " سبق تخريجه.
(٧) الحديث رواه: أبو داود (٤٢٩١) في (الملاحم): باب ما يذكر في قرن المئة، وابن عدي في "مقدمة الكامل" في ترجمة الشافعي (١/ ١٢٣)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٥٢٤)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٢/ ٦١)، والبيهقي في "معرفة السنت والآثار" في (المقدمة): في مولد الشافعي (١/ ١٢٤) وفي "مناقب الشافعي" (١/ ١٣٧)، من طريق ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة مرفوعًا به.
وسكت عليه الحاكم والذهبي والحافظ ابن حجر في "الفتح" (١٣/ ٢٩٥)، ورجال إسناده ثقات من رجال مسلم.
أما أبو داود فقال: رواه عبد الرحمن بن شُريح الإسكندراني لم يجز به شراحيل.
أقول: عبد الرحمن بن شريح هذا ثقة فاضل؛ كما قال ابن حجر، وكذلك سعيد بن أبي أيوب الذي رفع الحديث من الثقات الإثبات، فلا تُعل روايته، واللَّه أعلم.
وأفرد هذا الحديث بالتصنيف جمعٌ منهم: السيوطي، واسم جزئه "التنبئة بمن يبعثه اللَّه على رأس كل مئة" وهو مطبوع عن دار الثقة بتحقيق عبد الحميد شانوحة، ولخصه ابن طولون كما في "الفلك المشحون" (ص ٩٢)، ولعلي القاري رسالة "في تأويل حديث =

<<  <  ج: ص:  >  >>