قال ابن حجر في "التلخيص" (٤/ ١٥٧): "فهذه متابعة قوية لمجالد". وقال المنذري في "مختصر السنن" (٤/ ١٢٠): "وهذا إسناد حسن، ويونس -وإن تكلم فيه- فقد احتجّ به مسلم في "صحيحه""، وقال الذهبي في "الميزان" (٤/ ٤٨٣) -وساق كلام الأئمة فيه وعنه-: "قلت: بل هو صدوق، ما به بأس، ما هو في قوة مِسعر ولا شعبة"، وترجمه في "من تكلم فيه وهو موثق" (رقم ٣٨٩). وأخرجه أحمد في "المسند" (٣/ ٤٥)، وأبو يعلى في "المسند" (٢/ رقم ١٢٠٦)، والطبراني في "الصغير" (١/ ٨٨، ١٦٨ أو رقم ٢٤٢، ٤٦٧)، والخطيب في "التاريخ" (٨/ ٤١٢)، وأبو نعيم في "مسانيد فراس بن يحيى المكتب" (رقم ٣٩) من طريق عطية العوفي -وهو ضعيف مدلس، ولم يصرح بالسماع- عن أبي سعيد به. وله شاهد من حديث جابر أخرجه الدارمي في "السنن" (٢/ ٨٤)، وأبو داود في "السنن" (رقم ٢٨٢٨)، وأبو يعلى في "المسند" (٣/ ٣٤٣/ رقم ١٨٠٨)، وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٦٦٠، ٧٣٣ و ٦/ ٢٤٠٣)، والدارقطني في "السنن" (٤/ ٢٧٣)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ١١٤)، وأبو نعيم في "الحلية" (٧/ ٩٢ و ٩/ ٢٣٦)، و"أخبار أصبهان" (١/ ٩٢ و ٢/ ٨٢)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (رقم ٢٨٨)، وابن الأعرابي في "المعجم" (رقم ٢٠٠)، والسهمي في "تاريخ جرجان" (٢٦٥) -موقوفًا-، والخليلي في "الإرشاد" (١/ ٤٣٨)، والبيهقي في "الكبرى" (٩/ ٣٣٤ - ٣٣٥) من طرق عن أبي الزبير عن جابر، وليس من بينها طريق الليث بن سعد، ولم يصرح أبو الزبير في أيّ منها بالتحديث؛ فهو معلول من هذه الجهة، وبنحوه أعلّه ابن حزم في "المحلى" (٧/ ٤١٩). وورد حديث ابن عمر وأبي هريرة وكعب بن مالك وأبي ليلى وأبي أيوب الأنصاري وابن مسعود وابن عباس وعلي وأبي أمامة وأبي الدرداء وعمار بن ياسر والبراء بن عازب، ولا تخلو طرقه هذه من ضعف، وليس هذا موطن سردها؛ إلّا أن الحديث صحيح ثابت من هذه الطرق، قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٤/ ١٥٦): "قال عبد الحق: لا يحتج بأسانيده كلها، وخالف الغزالي في "الإحياء" فقال: هو حديث صحيح، وتبع في ذلك إمامه". قلت: يريد إمام الحرمين الجويني، كما صرّح به العراقي في "تخريج الإحياء" (٢/ ١١٦). قال ابن حجر: "فإنه -أي: إمام الحرمين- قال في "الأساليب": هو حديث صحيح، لا يتطرق احتمالٌ إلى متنه، ولا ضعف إلى سنده، وفي هذا نظر، والحق أن فيها ما تنتهض به الحجة، وهي مجموع طرق حديث أبي سعيد وطرق حديث جابر". ولا داعي للإطالة بأكثر من هذا، واللَّه الموفق. وانظر: حديث جابر هذا والكلام عليه رواية ودراية مبسوطًا عند ابن القيم في "تهذيب السنن" (٤/ ١٩، ١٢٣)، و"بدائع الفوائد" (٣/ ١١٢).