وعلّقه الترمذي في "سننه" بعد (٢٠٣): من طرق عن حماد بن سلمة به. قال أبو داود: وهذا الحديث لم يروه عن أيوب إلا حماد بن سلمة، ورواه الدراوردي عن عبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر قال: كان لعمر مؤذن. . . وذكره نحوه وهذا أصح من ذلك. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (١٠/ ٥٩ - ٦٠): ". . . وهذا حديث انفرد به حماد بن سلمة دون أصحاب أيوب، وأنكروه عليه، وخظؤوه فيه؛ لأن سائر أصحاب أيوب يروونه عن أيوب، قال: أذن بلال مرة بليل،. . . فذكره مقطوعًا". وقال الترمذي في "سننه": قال علي بن المدينى: وهو غير محفوظ، وأخطأ فيه حماد بن سلمة. وزاد البيهقي عنه: والصحيح حديث عبيد اللَّه -يعني عن نافع- وحديث الزهري عن سالم. وممن أعلّ الحديث أيضًا -كما ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ١٠٣) -: أحمد بن حنبل، والبخاري، والذهلي، وأبو حاتم، والأثرم، وانظر: "سنن البيهقي" (١/ ٣٨٢، ٣٨٤). وقال الترمذي أيضًا: لو كان حديث حماد صحيحًا لم يكن لهذا الحديث معنى -أي: حديث "إن بلالًا يؤذن بليل"-. وحماد توبع، تابعه سعيد بن زربي، أشار إلى هذه المتابعة الدارقطني والبيهقي، وأخرجها البيهقي في "الخلافيات" (١/ ق ١٤٧/ ب) وضعّفا سعيدًا هذا. ورواه عامر بن مدرك عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر به. أخرجه الدارقطني (١/ ٢٤٤) ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (١/ ق ١٤٨/ أ)، وابن الجوزي في "التحقيق" (٢/ ٩٥ رقم ٤١٤)، وأشار إليه البيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٣٨٤)، وعامر هذا ضعيف. ورواه أيضًا إبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة عن ابن أبي رَوّاد به. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (١/ ١١٤)، والبيهقي (١/ ٣٨٣)، وفي "الخلافيات" (١/ ق ١٤٨/ أ)، وقال: لا يصح. أقول: لضعف إبراهيم هذا. قال الدارقطني والبيهقي: وخالفهما شعيب بن حرب، فرواه عن عبد العزيز عن نافع =