للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (رقم ٢٥٠٢ ط الأعظمي) -ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث" (٢/ ٣٢٣) -، وابن أبي شيبة في "المصنف" وأبو أحمد الحاكم في "الكني" -كما في "الإصابة" (٤/ ١٧٤) -، وعمر بن شبّة -ومن طريقه محمد بن عمران العبدي في "العفو والاعتذار" (٢/ ٥٩٩ - ٦٠٢)، وأبو الفرج في "الأغاني" (١٩/ ١١ - ١٢ - ط دار الكتب العلمية) -؛ جميعهم عن أبي معاوية محمد بن خازم: نا عمرو بن مهاجر، عن إبراهيم بن محمد بن سعد، عن أَبيه؛ قال: أتي سعد بأبي محجن يومِ القادسية، وقد شرب الخمر. . . "، وذكره بنحوه، وفيه قول سعد؛ "واللَّه؛ لا أحبسه أبدًا في الخمر".
ورجّح ابن حجر في "الإصابة" (٤/ ١٧٥) ألفاظ هذا الطريق، وقال (٤/ ١٧٤):
"وأخرج عبد الرزاق [في "المصنف" (٩/ ٢٤٣ رقم ٧٠٧٧) وابن القاص الطبري في "أدب القاضي" (١/ ١٢٨ - ١٢٩)، بسند صحيح عن ابن سيرين: كان أبو محجن الثقفي لا يزال يجلد في الخمر، فلما أكثر عليهم، سجنوه وأوثقوه، فلما كان يوم القادسية. . . "، وذكر نحوه، وانظر: "الاستيعاب" (٤/ ٣١٠).
ثم قال ابن حجر بعد كلام طويل (٤/ ١٧٥ - ١٧٦): "وأنكر ابن فتحون قول من روى أن سعدًا أبطل عنه الحد، وقال: لا يظن هذا بسعد، ثم قال: لكن له وجه حسن، ولم يذكره، وكأنه أراد أن سعدًا أراد بقوله: "لا يجلده في الخمر" بشرط أضمره، وهو: إن ثبت عليه أنه شربها؛ فوفقه اللَّه أن تاب توبة نصوحًا؛ فلم يعد إليها؛ كما في بقية القصة".
قلت: وهذا التأويل بعيد، ولا يتناسب مع السياق الذي قيلت فيه هذه المقولة، وهذا شرط عام يجب توفره في حق كل أحد، ويا ليت ابن فتحون صرح به!
وأخرج نحوها مطولة: سيف بن عمر في كتاب "الفتوح" -ومن طريقه أبو الفرج الأصفهاني في "الأغاني" (١١/ ٧ - ٨ - ط دار الكتب العلمية)، وابن قدامة في "التوّابين" (ص ١٤٥ - ١٤٧) - عن محمد وطلحة وابن مخراق وزياد؛ قالوا. . . وذكروها.
وانفرد سيف بذكر أشياء فيها؛ قال ابن حجر في "الإصابة" (٤/ ١٧٥):
"قلت: سيف ضعيف، والروايات التي ذكرناها أقوى وأشهر".
وانفرد أبو الفرج الأصفهاني في "الأغاني" (١١/ ٥ - ٦، ١١ - ١٢) بذكر طرق أخرى عن قصاصين! وهي أشبه منها بالحكايات من الطرق الثابتات، والنيل من صحابي جليل، واتهامه بشرب الخمر، بله الإدمان عليه، وغزل النساء والتشبب والتعلق والتفكير والعمل على لقائهن، والنظر إليهن أمر لا يقدم عليه إلا مَنْ خَفَّ دينه، وطاش عقله، نسأل اللَّه السلامة.
وعلى كلٍّ؛ هذه قصة شهر ذكرها في كتب الأدب والتاريخ، والنفس ليست مطمئنة إلى صحة تفصيلاتها، وفيما ذكرناه كفاية، ولعل لي عودة لها في كتابي "قصص لا تثبت"، واللَّه الموفق. =

<<  <  ج: ص:  >  >>