ونقل البغوي (٢/ ٤٥) عن أحمد أنه ضعفه؛ لأن راويه أفلت مجهول!!، وكذا قال ابن حزم في "المحلى" (٢/ ٦٨١)، والخطابي، ورد عليه المنذري في "مختصره على أبي داود" (١/ ١٥٨). أقول: البحث هنا في راويين: الأول: أفلت، ويقال: فليت كنيته أبو حسَّان. قال أحمد: ما أرى به بأسًا، وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ. والثانية: جَسْرة بنت دجاجة فقد ذكر البخاري في "تاريخه" في أثناء ذكر السند أن عندها عجائب. لكن ذكرها العجلي وابن حبان في "الثقات"، وذكرها أبو نعيم في "الصحابة"، وقال الذهبي: وثِّقت. وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (٥/ ٣٣٢ رقم ٢٥٠٩)، وكما في "نصب الراية" (١/ ١٩٤): قول البخاري: عندها عجائب، لا يكفي في إسقاط ما روت. لذلك حسَّن حديثها ابن القطان، وصححه -من قبل- ابن خزيمة. أما البخاري فقد أعله بأن الصحيح هو رواية عروة وعباد بن عبد اللَّه عن عائشة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سدوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر"، قال: وهذا أصح. وله طريق آخر: رواه ابن ماجه (٦٤٥) في (الطهارة وسننها): باب في اجتناب الحائض المسجد، وابن أبي حاتم في "العلل" (١/ ٩٩ - ١٠٠)، والطبراني في "الكبير" (٢٣/ رقم ٨٨٣) من طريق أبي الخطاب الهجري عن محدوج الذهلي عن جسرة قالت: أخبرتني أم سلمة الحديث. ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في "اللآلئ" (١/ ٣٥٣) - ومحدوج الذهلي هذا مجهول، أخطأ من زعم أن له صحبة كما قال الحافظ في "التقريب". أما ابن حزم فقال: ساقط!! وأبو خطاب الهجري مجهول أيضًا. قال أبو زرعة: يقولون عن جسرة عن أم سلمة، والصحيح عن جسرة عن عائشة. وانظر -غير مأمور- "إعلام الرجال والنساء بتحريم المكث في المسجد على الجنب والحائض والنفساء" (ص ٤٩ وما بعد). (١) سبق تخريجه قريبًا.