للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك شذوذًا فيه وعلة قادحة، وهذا لا يتوجه هاهنا لوجهين:

أحدهما: أنه قد تابعه عليه أبو صالح كاتبُ الليث عنه، روِّيناه [عنه] (١) من حديث أبي بكر القَطِيعي [أحمد بن جعفر بن حمدان قال] (١): ثنا جعفر بن محمد الفِرْيابي (٢) حدثني العباس المعروف بأبي فريق [قال] (١): ثنا أبو صالح: حدثني الليث به، فذكره، ورواه أيضًا الدارقطني في "سننه": ثنا أبو بكر الشافعي [قال] (١): ثنا إبراهيم بن الهَيْثم: أخبرنا أبو صالح، فذكره.

الثاني: أن عثمان بن صالح هذا المصري [ثقة] (٣) روى عنه البخاري في "صحيحه"، وروى عنه ابن معين وأبو حاتم الرازي، وقال (٤): هو شيخ صالح سليم [التأدية] (٥)، قيل له: كان يُلَقَّن؟ قال: لا.

ومَنْ (٦) كان بهذه المثابة كان ما ينفرد به حجة، وإنما الشاذ (٧) ما خالف به الثقات، لا ما انفرد به عنهم، فكيف إذا تابعه مثل أبي صالح وهو كاتب الليث وأكثر الناس حديثًا عنه؟ وهو ثقة أيضًا، وإن كان قد وقع في بعض حديثه غلط، ومِشْرَح بن هاعان (٨)، قال فيه ابن معين (٩): ثقة، وقال فيه الإمام أحمد (١٠): هو معروف؛ فثبت أن هذا [الحديث] (١١) حديث جيّد وإسناده حسن" (١٢) انتهى. وقال الشافعي: ليس الشاذ أن ينفرد الثقة عن الناس بحديثٍ، إنما الشاذ أن يخالف ما رواه الثقات (١٣).


(١) ما بين المعقوفتين من كتاب: "بيان الدليل على بطلان التحليل".
(٢) في (ق): "محمد بن جعفر" أشار في الهامش أنه في نسخة: "جعفر بن محمد".
(٣) بدل ما بين المعقوفتين في نسخ "الإعلام" المطبوعة والخطية "نفسه" والمثبت من "بيان الدليل".
(٤) في "الجرح والتعديل" (٦/ ١٥٤ رقم ٨٤٦) وانظر: "تهذيب الكمال" (١٩/ ٣٩١ - ٣٩٣).
(٥) بدل ما بين المعقوفتين في "بيان الدليل": "الناحية".
(٦) في "بيان الدليل": "وهن"!
(٧) في "بيان الدليل": "وإنما أشاذ"!
(٨) في المطبوع و (ن) و (ق): "عاهان"، والصواب ما أثبتناه كما في "بيان الدليل"، وكتب الرجال.
(٩) وثقه في رواية عثمان بن سعيد الدارمي في "تاريخه" (رقم ٧٥٥) وانظر: "الجرح والتعديل" (٨/ ٤٣٢).
(١٠) قاله في رواية حرب بن إسماعيل عنه، كما في "الجرح والتعديل" (٨/ ٤٣٢) و"تهذيب الكمال" (٢٨/ ٨).
(١١) ما بين المعقوفتين من "الإعلام" فقط.
(١٢) انظر كلام شيخ الإسلام بطوله في: "بيان الدليل على بطلان التحليل" (ص ٣٩٨ - ٣٩٩ - تحقيق: د فيحان المطيري).
(١٣) انظر قول الشافعي -رحمه اللَّه- في "آداب الشافعي ومناقبه" لابن أبي حاتم (٢٣٣، ٢٣٤، ٢٣٥)، "المقنع" (١/ ١٦٥) لابن الملقن، "الإرشاد" (١/ ١٧٦) "معرفة علوم الحديث" (١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>