للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس كل ما يُسمى حيلة [يُسمَّى] (١) حرامًا، قال اللَّه تعالى: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً [وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا] (٢)} [النساء: ٩٨] أراد بالحيلة التحيُّل على التخلص من بين الكفار، وهذه حيلة محمودة يُثَاب عليها، وكذلك الحيلة على هزيمة الكفار، كما فعل نُعيم بن مسعود يوم الخندق (٣)، أو على تخليص ماله منهم كما فعل الحَجَّاج بن عِلاط بامرأته (٤)، وكذلك الحيلة على قتل رأسٍ من رؤوس أعداء اللَّه كما فعل الذين قتلوا ابن أبي الحُقَيقِ اليهودي


(١) ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع و (ك) و (ق).
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٣) روى قصته ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" (٣/ ٢٤٧) دون إسناد، ونقله عنه الطبري في "تاريخه" (٢/ ٥٧٨ - ٥٧٩).
ورواها من طريق ابن إسحاق البيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ٤٤٥) فذكر له إسنادًا فقال ابن إسحاق: حدثني رجل عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك قال: جاء نُعيم بن مسعود.
وهذا إسناد جيد لولا جهالة الرجل الذي روى عنه ابن إسحاق، وقد رواها أيضًا البيهقي في "الدلائل" (٣/ ٣٩٨) من طريق موسى بن عقبة في "مغازيه" لكن دون إسناد من موسى بن عقبة.
ورواها مفصلةً أيضًا ابن سعد في "الطبقات" (٤/ ٢٧٧) في ترجمة نعيم قال: أخبرنا محمد بن عمر: قال حدثنا عبد اللَّه بن عاصم الأشجعي عن أبيه قال: قال نعيم بن مسعود فذكر القصة.
ومحمد بن عمر هو الواقدي المعروف، متروك على سعة علمه، وعاصم وإن كان هو المترجم في "التهذيب" فهو عاصم بن عبد العزيز الأشجعي لم يدرك نعيم بن مسعود أيضًا.
وروى البيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ٤٤٧) من طريق ابن إسحاق: حدثنا يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت: كان نعيم رجلًا نحومًا فدعاه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: إن يهود قد بعثت إليّ. . . ولكنه مختصر جدًا، وإسناده حسن، رواته ثقات، إلا محمد بن إسحاق فهو حسن الحديث.
وبنحو رواية البيهقي الأخيرة هذه: رواه ابن أبي شيبة (٨/ ٤٩٩) من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلًا، وسمى الرجل "مسعود".
وأخرجه الخصاف في "الحيل" (ص ٣ - ٤) من مرسل الزهري، ووصله مختصرًا ابن قانع في "معجم الصحابة" (١٤/ ٥١٠١ رقم ٢٠٢٥) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٥/ ٢٦٦٨ رقم ٦٣٩٣) بإسناد مظلم.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (٣/ ٥٣٩) خبره، وأنه هو الذي أوقع الخلاف بين قريظة وغطفان بصيغة الجزم.
(٤) مضى تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>