خامسًا: يونس بن يزيد: أخرجه الطحاوي (٤/ ١٠٠) من طريق ابن وهب عنه. سادسًا وسابعًا: عقيل والأوزاعي، ذكر روايتهما الدارقطني في "علله" (٩/ ١٦٨)، وهذه الطرق التي ذكرت في روايته مرسلًا طرق صحيحة، ومنها رواته على شرط الشيخين. وأما من وصله، فإني أذكر روايتهم وانظر فيها: أولًا: زياد بن سعد: فقد رواه الدارقطني (٣/ ٣٢)، وفي "علله" (٩/ ١٦٨) -ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (٨/ ٢٣٢ رقم ١١٧٤٧) وابن الجوزي في "التحقيق" (٧/ ٢١٢ رقم ١٧٣٧ - ط قلعجي) - والحاكم (٢/ ٥١)، والبيهقي (٦/ ٣٩) وأبو نعيم في "الحلية" (٧/ ٣١٥) وابن عبد البر في "التمهيد" (٦/ ٤٢٧، ٤٢٨). قال أبو نعيم: "غريب من حديث ابن عيينة عن زياد عن الزهري، تفرد به عبد اللَّه العابدي (عن أبيه، كذا فيه، والصواب حذفها) عن ابن عيينة به من طريق عبد اللَّه بن عمران العابدي عن سفيان بن عيينة به. وقال الدارقطني: زياد بن سعد من الحفاظ الثقات، وهذا إسناد حسن متصل. قال البيهقي معقبًا عليه: وقد رواه غيره عن سفيان عن زياد مرسلًا، وهو المحفوظ. أقول: أما هذا الغير الراوي عن سفيان فلم أجده. وعبد اللَّه بن عمران العابدي الراوي عن سفيان قال فيه أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ ويخالف. نعم الرجل صدوق، لكنه خالف هنا أصحاب الزهري في الروايات الصحيحة رووه بالإرسال، فخالف العابدي هنا فوصله، وكلام البيهقي بيَّن أن غيره من أصحاب سفيان رووه على الإرسال، قال ابن عبد البر: "الأثبات من أصحاب ابن عيينة يروونه عن ابن عيينة لا يذكرون فيه أبا هريرة، ويجعلونه عن سعيد مرسلًا". وقد وجدت له متابعًا. فقد رواه ابن حبان في "صحيحه" (٥٩٣٤): أخبرنا آدم بن موسى: حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي: حدثنا إسحاق بن الطباع عن ابن عيينة عن زياد بن سعد به. وقال المعلق عليه: رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق، وهو ابن عيسى بن نجيح البغدادي، ابن الطباع فمن رجال مسلم. أقول: ولم يبين لنا حال شيخ ابن حبان، وهذا الشيخ لم يرو عنه ابن حبان في "صحيحه" إلا هذا الحديث فقط (كما في فهرس شيوخ ابن حبان)، وقد قال فيه شيخنا الألباني في "إرواء الغليل" (٥/ ٢٤٢): وآدم بن موسى لم أجد له ترجمة الآن. والعجب كيف قال الحافظ الدارقطني عن طريق زياد بن سعد: إسناده حسن متصل مع أنه رجح في "علله" الإرسال لا الاتصال. =