للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أنت طالق"، ونوى بقلبه من غير نطق إن دخلت الدار أو بعد شهر أنه يُدَيَّنُ فيما بينه وبين اللَّه تعالى، وهل يقبل في الحكم؟ على روايتين (١)، وقد قال الإمام أحمد في رواية إسحاق بن إبراهيم (٢) فيمن حلف لا يدخل الدار وقال: "نويتُ (٣) شهرًا" قُبل منه، أو قال: "إذا دخلت دار فلان فأنت طالق"، ونوى تلك الساعة، أو ذلك اليوم قبلت نيته، قال: والرواية الأخرى لا تقبل؛ فإنه قال: إذا قال لامرأته: ["أنت طالق"] (٤)، ونوى في نفسه إلى سَنَة تطلق، ليس ينظر إلى نيته، وقال: إذا قال: "أنت طالق"، وقال: نويتُ إن دَخَلت الدار، لا يصدق" قال الشيخ (٥):

"ويمكن أن يجمع بين هاتين الروايتين بأن يحمل قوله في القبول (٦) على أنه يُدَيَّنُ، وقوله في عدم القبول على الحكم؛ فلا يكون بينهما اختلاف، قال: والفرق بين هذه الصورة والتي قبلها -يعني مسألة: نسائي طوالق وأراد بعضهن- أن إرادة الخاص بالعام شائع كثير، وإرادة (٧) الشرط من غير ذكره [غير] (٤) شائع، وهو قريب من الاستثناء. ويمكن أن يقال: هذا كله (٨) من جملة التخصيص" انتهى كلامه.

وقد تضمن أن الحالف إذا أراد الشرط دُيِّنَ وقُبل في الحكم في إحدى الروايتين، ولا يفرق فقيه ولا محصل (٩) بين الشرط بمشيئة اللَّه (١٠) حيث يصح وينفع وبين غيره من الشروط، وقد قال [الإمام] (١١) أحمد في رواية حرب: إن كان مظلومًا فاستثنى في نفسه رجوتُ أنه يجوز إذا خاف على نفسه، ولم ينص على خلاف هذا في المظلوم، [وإنما] (١٢) أطلق القول، وخاصُّ كلامه ومُقيّده يقضي على مُطلقه [وعامه] (١٣)؛ فهذا مذهبه.


(١) انظر: "المحرر" (٢/ ٦٠) و"قواعد ابن رجب" (٢/ ٥٨٧ - ٥٨٨/ بتحقيقي) و"إيضاح الدلائل" (٢/ ٩١).
(٢) انظر نحوها في "مسائل صالح" (١/ ٤٧٦ - ٤٧٧)، و"مسائل عبد اللَّه" (٣٧٣ رقم ١٣٧٤)، و"مسائل أبي داود" (١٦٩)، و"قواعد ابن رجب" (٢/ ٥٨٨ - بتحقيقي).
(٣) في (ك): "تغربت"!!
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(٥) أي ابن قدامة -رحمه اللَّه-.
(٦) في (ك): "المقبول".
(٧) في (ق): "وإن إرادة".
(٨) في المطبوع: "هذه كلمة" وما أثبتناه من (ق)، و"المغني".
(٩) في (ك) و (ق): "ولا يحصل"، وقال في هامش (ق): "لعله زائد: لا يحصل"، وبعدها في (ك): "من".
(١٠) في (ك): "مشيئته" وفي (ق): "بمشيئته".
(١١) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(١٢) في (ق): "أن".
(١٣) نقل رواية حرب ووجهها ابن رجب في "قواعده" (٢/ ٥٨٣ - ٥٨٤/ بتحقيقي).

<<  <  ج: ص:  >  >>