والحديث رواه محمود بن خالد عن الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن عبد اللَّه بن عمرو: "لم يذكر والد شعيب". أخرجه النسائي (٨/ ٥٣)، وقال ابن عدي: وجعله من جودة إسناده. وهذه العلة ذكرها ابن عدي والبيهقي والمزي في "تحفة الإشراف" (٦/ ٣٢٥). لكن وقع في المطبوع من النسائي بإثبات "عن أبيه" فقال شيخنا الألباني -رحمه اللَّه- ردًا على البيهقي في قوله: إن محمودًا أسقط والد عمرو من الإسناد: "كذا قال، ولعلها رواية وقعت له، وإلا فقد رواه النسائي عنه مثل رواية الجماعة، فقال عقبها: "أخبرني محمود بن خالد:. . . "!! أقول: ما كان ينبغي الحكم على هذه المسألة بالرجوع إلى النسخة المطبوعة، لأنها لا تخلو من الخطأ. وقد أعله الدارقطني (٣/ ١٩٦) بعلة أخرى فقال: "لم يسنده عن ابن جريج غير الوليد بن مسلم وغيره يرويه عن ابن جريج عن عمرو مرسلًا عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-". أقول: وهذا لا يضر إن شاء اللَّه؛ فإن الوليد بن مسلم من الثقات. وللحديث شاهد مرسل؛ رواه أبو داود (٤٥٨٧): حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا حفص: حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: حدثني بعض الوفد الذين قدموا على أبي قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكر مثله. أقول: وهذا فيه علتان: الأولى: جهالة بعض الوفد. الثانية: الإرسال فإن عبد العزيز هذا يروي عن كبار التابعين. فهو شاهد قاصر، أما شيخنا الألباني -رحمه للَّه- فقد جعله شاهدًا لحديث عمرو بن شعيب، فقوّاه به، وأودعه في "السلسلة الصحيحة" (٢/ ٢٢٩)!! (١) في (ت): "لم يحكم به".