كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

[من فتاوى إمام المفتين صلى الله عليه وسلم] - [فتاوى في مسائل من العقيدة] - ج: 6 - ص: 239

وسئل عن الإثم؟ فقال: "إذا ح الذي قلبك شيء فدعه" (١).

وسُئل عن البر والإثم؟ فقال: "البرُّ ما اطمأنَّ إليه القلب، واطمأنت إليه النفس، والإثم ما حال في القلب، وتردد في الصدر" (٢).

وسأله عمر: هل نعمل في شيء نستأنفه (٣) أم في شيء قد فرغ منه؟ قال: "بل في شيء قد فرغ منه، قال: ففيمَ العمل؟ قال: "يا عمر لا يُدرك ذلك إلا بالعمل"، قال: إذًا نجتهد يا رسول اللَّه (٤).

---

(١) هو جزء من الحديث قبله.
(٢) هو جزء من حديث وابصة بن معبد تقدم الكلام عليه مفصلًا، وقد كان التخريج هناك من أجل فقرة منه ولهذا الجزء منه شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني؛ رواه أحمد (٤/ ١٩٤)، والطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٥٨٥)، وأبو نعيم في "الحلية"، (٢/ ٣٠)، قال الهيثمي (١/ ١٧٦): رجاله ثقات.
وللنواس بن سمعان حديث في السؤال عن البر والإثم، رواه مسلم (٢٥٥٣) في البر والصلة: باب تفسير البر والصلة، ولفظه: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس".
(٣) في (ك): "نأتنفه".
(٤) رواه أحمد في "مسنده" (١/ ٢٩ و ٢/ ٥٢ و ٧٧)، والترمذي (٢١٤٠) في (القدر): باب ما جاء في الشفاء والسعادة، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (٢٧٥ و ٢٧٦ و ٢٧٧)، وابن أبي عاصم (١٦٣ و ١٦٤)، والبزار (١٢١ - البحر الزخار)، والطيالسي (٦٢ - منحة)، وأبو يعلى (٥٤٦٣)، وعبد اللَّه بن أحمد في "السنة" (رقم ٨٥٥) وابن بطة في "الإبانة" (رقم ١٣٥٩) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (٣٢٢ - مجموعة عقائد السلف) والفريابي في "القدر" (رقم ٣٣، ٣٤)، والآجري (رقم ٣٢٦) من طرق عن شعبة عن عاصم بن عبيد اللَّه عن سالم عن ابن عمر عن عمر فذكره.
وفي بعضها يؤمن أن الحديث من "مسند ابن عمر" لكن السائل أبوه -رضي اللَّه عنهما-.
وهذا إسناد ضعيف من أجل عاصم بن عبيد اللَّه.
أما الترمذي فقال: هذا حديث حسن صحيح، ووقع عنده "عاصم بن عبد اللَّه"!، وعاصم هذا توبع، تابعه عبد اللَّه بن دينار.
أخرجه ابن أبي عاصم (١٧٠)، والترمذي (٣١٢١) في (تفسير القرآن): باب ومن سورة هود، من طريق سليمان بن سفيان عنه.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
أقول: سليمان هذا ضعيف.
ورواه ابن أبي عاصم (١٦١) والفريابي في "القدر" (رقم ٢٩)، من طريق بقية عن الزببدي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر، به.
ثم رواه (١٦٢) من طريق بقية أيضًا عن الأوزاعي عن الزهري، به. =