للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقال في "العلل الكبير" (١/ ١٩٣ - ١٩٤ رقم ٤٢) وسألت محمدًا عنه؛ فقال: "علي بن عبد الأعلى ثقة، روى له شعبة وأبو سهل كثير بن زياد، ثقة، ولا أعرف لمُسَّة غير هذا الحديث".
وقد أعل جماعة هذا الحديث بجهالة مُسَّة أم بَسَّة الأزدية، قال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" (١/ ٢١٨) عقبه:
"وقد روي في هذا عن أنس، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وعثمان بن [أبي] العاص؛ عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في النفساء: أنها تقعد أربعين ليلة، وفي بعضها "إلا أن ترى الطهر قبل ذلك"، وهي أحاديث معتلة بأسانيد متروكة، وأحسنها حديث أبي داود".
وقال ابن حزم في "المحلى" (٢/ ٢٠٤):
"ذكروا روايات عن أم سلمة من طريق مُسّة الأزدية، وهي مجهولة".
وقال ابن القطان في "كتابه" -كما في "نصب الراية" (١/ ٣٠٥) -: "وحديث مُسّة أيضًا معلول، فإن مُسّة المذكورة وتكنى أم بَسّة لا يعرف حالها ولا عينها, ولا يعرف في غير هذا الحديث، وأيضًا فأزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يكُنْ منهن نفساء معه إلا خديجة، ونكاحها كان قبل الهجرة، فلا معنى لقولها: "قد كانت المرأة. . . " إلى آخره؛ إلا أن تريد بنسائه غير أزواجه من بناتٍ وقريبات، وسرية عارية، واللَّه أعلم" انتهى كلامه.
وبنحو هذا أعلّه ابن رجب في "فتح الباري" (٢/ ١٩٠ - ١٩١)؛ قال: "وفي الباب أحاديث مرفوعة فيها ضعف، ومن أجودها. . . وذكر هذا الحديث".
ثم ذكر لفظ أبي داود: "كانت المرأة من نساء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- تقعد في النفاس أربعين ليلة لا يأمرها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بقضاء صلاة".
وقال: "وصححه الحاكم، وفي متنه نكارة؛ فإن نساء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يلد [له] منهن أحد بعد فرض الصلاة، فإن خديجة عليه السلام ماتت قبل أن تفرض الصلاة".
وأعله ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٢٢٤ - ٢٢٥) بأبي سهل كثير بن زياد، ومضى كلامه عليه بتمامه قريبًا.
ونقل محمد بن عبد الهادي في "التنقيح" (١/ ٦٢٠) أن الدارقطني قال: "مسّة لا تقوم بها حُجَّة"، وهذا ساقط من مطبوع "السنن"، ويؤكد وجوده فيه أن الغساني نقله عنه في "تخريج الأحاديث الضعاف في سنن الدارقطني" (ص ٩٧/ رقم ١٣٩).
وكذا نقله الذهبي في "الميزان" (٤/ ١١٣/ رقم ٨٥٣٥ و ٤/ ٦١٠/ رقم ١٠٩٩٦)، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (١/ ١٧١)، وقال: "وقال النووي: قول جماعة من مصنِّفي الفقهاء أن هذا الحديث ضعيف مردود عليهم، وقال: أم بسّة مُسّة مجهولة الحال، قال الدارقطني: لا تقوم بها حجة، وقال ابن القطان: لا يعرف حالها".
وقال: "وأغرب ابن حبان؛ فضعفه بكثير بن زياد؛ فلم يصب".
وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (١/ ٨٠) عقب مقولة ابن حبان: "قلت: رجاله كلهم ثقات؛ إلا أنّ مُسّة الأزدية عجوز لا تعرف إلا بهذا الحديث عن أم أسامة، ولم يرو عنها =

<<  <  ج: ص:  >  >>