قال البيهقي: أقام إسناده جماعة عن ابن وهب، وقال بعضهم: عن أبي زميل، ولم يذكر بعضهم عروة في إسناده. أقول: رواه ابن عدي (٣/ ١٠٨٩) من طريق ابن الهاد أيضًا دون ذكر عروة. وزميل هذا قال ابن عدي عن البخاري: عن عروة وعنه ابن الهاد، لا نعرف لزميل سماعًا من عروة، ولا لابن الهاد من زميل، ولا تقوم به الحجة. ورواه ابن أبي شيبة (٢/ ٤٤٥) عن عبد السلام، عن خصيف، عن سعيد بن جبير أن عائشة وحفصة. . . وخصيف هذا سيء الحفظ. ومما يدل على سوء حفظه أن النسائي رواه (٣٣٠١) من طريق خطاب بن القاسم عنه عن عكرمة عن ابن عباس. . . وقال النسائي: هذا الحديث منكر. قال البيهقي -رحمه اللَّه-: وروي من أوجه أخرى عن عائشة لا يصح شيء من ذلك قد بينت ضعفها في "الخلافيات"، قلت: انظر منه مسألة (رقم ١٧ - من الصوم) وتعليقي عليه، وقد تكلم البيهقي في "سننه" أيضًا على هذا الحديث بكلام دقيق رائع نقلت منه في مواطن، وهو حري بالرجوع إليه. وقد حاول ابن التركماني التعقب عليه لكن تعقباته متعقبة، ولولا خوف الإطالة لذكرتها وبينت ما فيها، رحم اللَّه الجميع. (١) رواه الترمذي (٧٢٥) في (الصوم): باب ما جاء في الكحل للصائم من حديث الحسن بن عطية، عن أبي عاتكة، عن أنس به. وقال: حديث أنس حديث ليس إسناده بالقوي، ولا يصح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذا الباب شيء، وأبو عاتكة يُضعَّف. أقول: أبو عاتكة هذا، اسمه طريف بن سلمان، ويقال: سلمان بن طريف، قال الذهبي: مجمع على ضعفه، وذكره السليماني فيمن عرف بوضع الحديث. وقال ابن عدي: وله عن أنس غير ما أمليت وعامة ما يرويه. عن أنس لا يتابعه عليه أحد من الثقات. (٢) رواه الدارقطني (١/ ١٥٩) -ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (٢/ رقم ٦٦١)، وابن الجوزي في "التحقيق" (١/ ٢٣٤ رقم ٢٢٣) - من طريق عتبة بن السكن عن الأوزاعي عن عبادة بن نسي وهبيرة بن عبد الرحمن، عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان به، وقال: لم يروه عن الأوزاعي غبر عتبة بن السكن، وهو [ضعيف] منكر الحديث. أقول: عتبة هذا ذكره الذهبي في "الميزان"، ولم يزد على أن نقل فيه كلام الدارقطني لكن فيه: متروك الحديث، وانظر تعليقي على "الخلافيات".