للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرج" وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أَن أَرمي، فقال: "ارم، ولا حرج" فما سئل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن شيء قُدِّم، ولا أُخَّر إلا قال: "افعل، ولا حرج" (١)، متفق عليه.

وعند أحمد: "فما سئل يومئذ عن أمر مما يَنْسى المرء أو (٢) يجهل من تقديم بعض الأُمور على بعض وأشباهها إلا قال: "افعل ولا حرج" (٣)، وفي لفظ: حلقتُ قبل أن أنحر قال: "اذبح، ولا حرج"، وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- آخر قال: حلقت (٤)، ولم أرم. قال: "ارم، ولا حرج" وفي لفظ: أنه سئل عمَّن ذبح قبل أَن يحلق أو حلق قبل أَن يذبح قال: "لا حرج" (٥)، و [قال] (٦): كان الناس يأتونه فمن قائل: يا رسول اللَّه سعيت قبل أَن أَطوف وأخَّرتُ شيئًا، وقدمت شيئًا، فكان يقول: "لا حرج إلا على رجل اقترض عِرْض مسلم وهو ظالم فذلك الذي حَرِج وهلك" (٧)، ذكره أبو داود.


(١) تقدم مرارًا.
(٢) في (ك): "أن".
(٣) هو في "مسنده" (٢/ ٢١٧)، وكان على المؤلف أن يعزوه لمسلم إذ هو في الحديث السابق (١٣٠٦) بعد (٣٢٨).
(٤) في (ك): "نحرت".
(٥) هذه كلها في حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص المتقدم. وقد رواه أيضًا من حديث جابر عند البخاري (٨٤)، وأطرافه هناك، ومسلم (١٣٠٧).
(٦) ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(٧) رواه أبو داود (٢٠١٥) في (المناسك): باب فيمن قدم شيئًا قبل شيء من حجه، وابن أبي شيبة (١٤/ ١٧٧ - ١٧٨)، والطبراني في "الكبير" (٤٧٢)، والدارقطني (٢/ ٢٥١)، والبيهقي (٥/ ١٤٦)، وابن خزيمة (٢٧٧٤)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٦٠١٥)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (١/ ٣٠٤ - ٣٠٥) من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن الشيباني، وهو سليمان بن أبي سليمان عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك به، ورجاله ثقات.
لكن قال الدارقطني: ولم يقل: سعيت قبل أن أطوف إلا جرير عن الشيباني، وقال البيهقي: هذا اللفظ، سعيت قبل أن أطوف، غريب تفرد به جرير عن الشيباني، فإن كان محفوظًا فكأنه سأله عن رجل سعى عقيب طواف القدوم قبل طواف الإفاضة فقال: لا حرج واللَّه أعلم.
أقول: جرير بن عبد الحميد، وإن روى له الشيخان إلا أن له أوهامًا، ثم وجدت الطبراني (٤٧٢) رواه من طريق أبي بكر بن أبي شيبة: حدثنا أسباط بن محمد عن الشيباني به، فذكر مثل حديث جرير. =

<<  <  ج: ص:  >  >>