للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مؤلفه فقيهًا إنْ أردت، أصوليًا إنْ رغبت، أديبًا نحويًا إذا شئت، منطقيًا إذا أحببت، قد بلغ الغاية في عرض الأفكار، وجمال الأسلوب، ودقة مسائله، والاستشهاد لها، حتى لتحسبن أن هذا الكتاب مؤلف في العصر الحديث، بعد أن استقرَّت طُرُق المناهج والبحث، وتوفرت المراجع والأصول" (١). ثم ذكر وفاة ابن القيم، وقال بعدها:

"وبعد؛ فإني أستسمح القارئ الكريم إذا ما وجد في عملي هذا تقصيرًا، فبحر العلم لا قرار له، والساحل بعيد، والجهد قليل. وما أحسن ما قال العماد الأصفهاني (٢): إني رأيت أنه لا يكتب إنسانٌ كتابًا في يوم إلا قال في غده: لو غيِّر هذا لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدّم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النّقص على جملة البشر" (٣).

الرابعة: طبعة دار الحديث بالقاهرة، ورمزت لها بـ (ح)، وعَنيَتْ بنشر هذه الطبعة وتصحيحها والتعليق عليها إدارة المطبعة المنيرية، بمصر، وهي في أربعة أجزاء في مجلدين، والتعليقات عليها قليلة، وتمتاز بضبط عباراتها، وقلّة أخطائها.

الخامسة: طبعة دار الجيل، وهي في أربعة مجلدات، على طرتها: حققه وعلق عليه وعمل فهارسه (٤) عصام فارس الحرستاني، خرج أحاديثه حسان عبد المنان (٥).

وتمتاز هذه الطبعة بأنها مقابلة على نسختين خطيتين (٦)، وأن فيها تخريجًا


(١) صفحة (ل - المقدمة)، وفيها مقارنات بين الطبعات التي سبقته، انظر -على سبيل المثال-: (٥/ ١٨٨).
(٢) كان الأستاذ أحمد فريد الرفاعي (المتوفى ١٣٧٦ هـ) هو الذي شهر هذه الكلمة، حيث وضعها أول كل جزء من أجزاء "معجم الأدباء" لياقوت الحموي، وتداولها عنه الناس منسوبة إلى العماد الأصبهاني، والصواب نسبتها للقاضي الفاضل رحمه اللَّه بعث بها إلى العماد، كما في "الإعلام بأعلام بيت اللَّه الحرام" للنهروالي (ت ٩٨٨ هـ) وأول "شرح إحياء علوم الدين" (٣/ ١) للزَّبيدي.
(٣) صفحة (م - المقدمة).
(٤) عمل فهرسين: فهرس أطراف الحديث وفهرس الموضوعات.
(٥) عدا المجلد الرابع، فالمثبت عليه بدلًا منه: أحمد الكويتي.
(٦) إحداهما نسخة المحمودية، والأخرى نسخة خاصة من مكتبة الأستاذ زهير الشاويش، ولا يوجد في المقدمة وصف لهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>