للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"إنَّا نقبل زبد المشركين" قال: قلت: وما زَبْد المشركين؟ قال: "رفدهم وهديتهم (١)، ذكره أحمد، ولا ينافي هذا قبوله هدية أُكْيدِر وغيره من أهل الكتاب (٢)؛ لأنهم أهل كتاب فقبل هديتهم، ولم يقبل هدية المشركين (٣).

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- عبادة بن الصامت فقال: رجل أهدى إليَّ قوسًا ممن كنت أعلِّمه الكتاب والقرآن، وليست بمال، وأرمي عليها في سبيل اللَّه؟ فقال: "إن كنت تحب أن تطوَّق طوقًا من نار فاقبلها" (٤).


(١) رواه أحمد في "مسنده" (٤/ ١٦٢)، وأبو داود الطيالسي (١٤١٦ - منحة)، والطبراني في "الكبير" (١٧/ ٩٩٨)، والبيهقي في "سننه الكبرى" (٩/ ٢١٦) من طرق عن الحسن البصري عن عياض بن حمار به، والحسن البصري مدلس، وقد عنعن، وقد توبع.
فقد رواه أبو داود الطيالسي (١٤١٧)، ومن طريقه أبو داود في "سننه" (٣٠٥٧) في (الخراج والإمارة): باب في الإمام يقبل هدايا المشركين، والترمذي (١٥٨١) في (السير): باب كراهية هدايا المشركين، والطبراني في "الكبير" (١٧/ ٩٩٩)، والبيهقي (٩/ ٢١٦) عن عمران القطان عن قتادة عن زيد بن عبد اللَّه بن الشخير عن عياض به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وذكره الحافظ في "الفتح" (٥/ ٢٣٥ - ٢٣١)، وقال: وصححه الترمذي وابن خزيمة.
(٢) رواه مسلم (٢٠٧١) بعد (١٨) في (اللباس والزينة): من حديث علي بن أبي طالب، وعلقه البخاري (٢٦١٦) في (الهبة): من حديث أنس.
(٣) هذا وجه للجمع، وللترمذي والبيهقي والحافظ ابن حجر أوجه أخرى في المصادر المذكورة قبل.
(٤) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٦/ ٢٢٣ - ٢٢٤) وفي "مسنده" (ق ٩٣/ ب)، وعبد بن حميد (١٨٣)، وأحمد (٥/ ٣١٥)، وأبو داود (٣٤١٦) في (البيوع): باب من كسب المعلِّم، وابن ماجه (٢١٥٧) في (التجارات): باب الأجر على تعليم القرآن، والطحاوي في "المشكل" (٤٣٣٣) وفي "شرح معاني الآثار" (٣/ ١٧ و ٤/ ١٢٧)، والشاشي في "المسند" (١٢٦٦، ١٢٦٧) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (٢/ ٨٢)، والحاكم (٢/ ٤١)، والبيهقي (٦/ ١٢٥)، والمزي في "تهذيب الكمال" (٣/ ٢٢١) من طرق عن المغيرة بن زياد عن عبادة بن نسي عن الأسود بن ثعلبة عن عبادة بن الصامت به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد.
قال الذهبي: متعقبًا: قلت: مغيرة صالح الحديث، وقد تركه ابن حبان، وقال البيهقي: قال ابن المديني: إسناده كله معروفون إلا الأسود بن ثعلبة فإنه لا يحفظ عنه إلا هذا الحديث.
ورد ابن التركماني في "الجوهر النقي" أن له أحاديث أخرى ثلاثة، ولكن الأسود هذا قال الذهبي في "الميزان": "لا يعرف".
وحاول ابن التركماني تقوية حال الأسود هذا فقال: ذكره ابن حبان في "الثقات"، =

<<  <  ج: ص:  >  >>