للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- أبو هريرة -رضي اللَّه عنه- فقال: إني رجل شاب، و [إني] (١) أخاف الفتنة، ولا أجد ما أتزوج به، أفلا أختصي؟ قال: فسكت عني، ثم قلت فسكت عنِّي، ثم قال: "يا أبا هريرة جفَّ القلم بما أنت لاقٍ فاختصِ على ذلك أو ذَر" (٢)، ذكره البخاري.

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم-[رجل] آخر فقال: يا رسول اللَّه ائذن لي أن اختصي؟ قال: "خصاءُ أمتي الصيام" (٣)، ذكره أحمد.

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- ناس من أصحابه فقالوا: ذهب أهل الدثور (٤) بالأجور يصلّون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون بفضول أموالهم، قال: "أو ليس قد جعل اللَّه لكم ما تصدقون به؟ إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بُضْع أحدكم صدقة" قالوا: يا رسول اللَّه، يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: "أرأيتم لو كان وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها


= وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات غير المستلم، وهو لا بأس به.
وله شاهد من حديث أنس وآخر من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.
(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(٢) ذكره البخاري (٥٠٧٦) في (النكاح): باب ما يكره من التبتل والخصاء معلقًا، وقال أصبغ:. . . وذكره.
قال الحافظ في "الفتح" (٩/ ١١٩): كذا في جميع الروايات التي وقفت عليها وكلام أبي نعيم في "المستخرج" يشعر بأنه قال فيه: "حدثنا" وقد وصله جعفر الفريابي في كتاب "القدر"، والجوزقي في "الجمع بين الصحيحين" والإسماعيلي من طرق عن أصبغ.
أقول: وهو في "القدر" للفريابي (٤٣٧) حدثني محمد بن إسحاق أبو بكر أخبرني أصبغ به.
وفي جميع النسخ المطبوعة: "فاختصر على ذلك" بدل "فاختصِ" والمثبت من (ك) ومصادر التخريج.
(٣) رواه أحمد (٢/ ١٧٣)، وابن عدي (٢/ ٨٥٥ - ٨٥٦) من طريق ابن لهيعة: حدثني حيي بن عبد اللَّه بن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص به، وزاد: "والقيام".
وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة.
والحديث ذكره شيخنا الألباني -رحمه اللَّه- في "السلسلة الصحيحة" (١٨٣٠)، وذكر له شاهدين ضعيفين، وقوّى الحديث بهما، دون لفظة: "القيام".
وما بين المعقوفتين سقط من المطبوع وأثبتناه من (ك).
(٤) "الدثور: جمع دثر، وزن قلب: المال الكثير، ويقع على الواحد والاثنين والجميع" (و).

<<  <  ج: ص:  >  >>