وحديث أبي شريح هذا ورد من طريق اخر لكن فيه التخيير بين أمرين: القتل أو الدية، فقد أخرجه أبو داود (٤٥٠٤)، وأحمد (٤/ ٣٢ و ٦/ ٣٨٥)، والترمذي (١٤١٠) في (الديات): باب ما جاء في حكم ولي القتيل في القصاص والعفو، والدارقطني (٣/ ٩٥ و ٩٦)، والبيهقي (٨/ ٥٢ و ٥٧) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري عنه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحبح. وانظر للفائدة "نصب الراية" (٤/ ٣٥١)، "تنقيح التحقيق" (٣/ ٢٦٧)، وما كتبناه سابقًا. ويشهد لحديث أبي شريح في التخيير بين ثلاث ما رواه أبو داود (٤٤٩٩)، والنسائي (٨/ ١٤ - ١٥)، والدارمي (٢/ ١٩١)، وابن أبي شيبة (٦/ ٤٤٥)، والبيهقى (٨/ ٦٠) من طريق عوف عن حمزة أبي عمر العائذي عن علقمة بن وائل عن أبيه. وهذا إسناد رواته ثقات إلا أن علقمة بن وائل بن حجر لم يسمع من أبيه. (١) رواه أحمد في "مسنده" (٢/ ٢١٧) من طريق ابن إسحاق قال: وذكر عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، فذكر قصة فيها هذا الحديث. قال الهيثمي في "المجمع" (٦/ ٢٩٥ - ٢٩٦): رواه أحمد ورجاله ثقات. أقول: في إسناده محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن، بل وظاهر الإسناد أنه منقطع كما قال ابن عبد الهادي في "التنقيح" -كما في "نصب الراية" (٤/ ٣٧٧) -. وابن إسحاق توبع، فقد رواه الدارقطني (٣/ ٨٨ و ٩٠)، والبيهقي (٨/ ٦٧)، وفي "الخلافيات" (٣/ ق ١٨١) والحازمي في "الاعتبار في الناسخ والمنسوخ" (ص ٢٩٠)، وابن الجوزي في "التحقيق" (٩/ ٢٩٠ رقم ٢١٥٢) من طريق ابن جُريج عن عمرو بن شعيب به. قال الحازمي: "روي عن ابن جريج من غير وجه فإن صح سماع ابن جريج من عمرو ابن شعيب، فهو حديث حسن يقوي الاحتجاج به". أقول: لم أجد لابن جريج تصريحًا بالسماع من عمرو في هذا الحديث، وهو من المدلسين المعروفين، وقد انفرد محمد بن حمران عنه بوصله، قاله الدارقطني في "الغرائب" (٤/ ٣٥ - ٣١ - أطرافه). وقد رواه عبد الرزاق (١٧٩٩١)، والدارقطني (٣/ ٩٥) ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (٣/ ق ١٨٠) من طريق معمر عن أيوب عن عمرو بن شعيب مرسلًا. وله شاهد من حديث جابر رواه الدارقطني (٣/ ٨٩)، والبيهقي (٣/ ٩٠)، والحازمي (٢٨٨)، وابن الجوزي (٩/ ٢٨٨ رقم ٢١٥١) من طريق أبي بكر وعثمان ابنا أبي شيبة: حدثنا ابن علية عن عمرو بن دينار عنه. وهذا إسناد رواته كلهم ثقات إلا أنه معلول؛ قال الدارقطني: قال أبو أحمد بن =